@ 66 @
في أبيات ذكرها والهيمنة الكلام الخفي فلما غنتهم الجرادتان ذلك الشعر وسمعه القوم قال بعضهم لبعض يا قوم بعثكم قومكم يتغوثون بكم من البلاء الذي نزل بهم فأبطأتم عليهم ولكن أطيعوا نبيكم فأنتم تسقون وأظهر إسلامه عند ذلك فقال جلهمة بن الخيبري خال معاوية لمعاوية بن بكر احبس عنا مرثد بن سعد وخرجوا إلى مكة يستسقون بها لعاد فدعوا الله تعالى لقومهم واستسقوا فأنشأ الله سحائب ثلاثا بيضاء وحمراء وسوداء فإنها أكثر ماء فناداه مناد اخترت رمادا رمددا ألا تبقي من عاد أحدا لا ولد تترك ولا والد إلا جعلته همدا إلا بني اللوذية المهدي
وبنو اللوذية بنو لقيم بن هزال كانوا بمكة عند خالهم معاوية بن بكر وساق الله السحابة السوداء بما فيها من العذاب إلى عاد فخرجت عليهم من واد يقال له المغيث فلما رأوها استبشروا بها وقالوا هذا عارض ممطرنا يقول الله تعالى {بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها} أي كل شيء أمرت به وكان صاحت وصعقت فلما أفاقت قالوا ماذا رأيت
قالت رأيت ريحا الريح من الوادي قال شعبة رهط من الخلجان تعالوا حتى نقوم على شفير الوادي فنردها فجعلت الريح تدخل تحت الواحد منهم فتحمله فتدق عنقه وبقي الخلجان فمال إلى الجبل وقال
(لم يبق إلا الخلجان نفسه ... يالك من يوم دهاني أمسه)
(بثابت الوطء شديد وطسه ... لو لم يجئني جئته أجسه)
فقال له هود أسلم تسلم فقال ومالي قال الجنة فقال فما هؤلاء الذين في السحاب كأنهم البخت
قال الملائكة قال أيعيذني ربك منهم إن أسلمت قال هل رأيت ملكا لا يعيذ من جنده قال لو فعل ما رضيت