كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 68 @
$ صالح عليه السلام $
وأما ثمود فهو ولد ثمود بن جاثر بن أرم بن سام وكانت مساكين ثمود بالحجر بين الحجاز والشام وكانوا بعد عاد قد كثروا وكفروا وعتوا فبعث الله إليهم صالح بن عبيد بن أسف بن ماشج بن عبيد بن جادر بن ثمود وقيل أسف بن كماشج بن اروم بن ثمود يدعوعهم إلى توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة فقالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا وكان الله قد أطال أعمارهم حتى إن كان أحدهم يبني البيت من المدر فينهدم وهو حي فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتا فارهين فنحتوها وكانوا في سعة من معيشهم ولم يزل صالح يدعوهم فلم يتبعه منهم إلا قليل مستضعفون فلما ألح عليهم بالدعاء والتحذير والتخويف سألوه فقالوا يا صالح أخرج معنا إلى عيدنا وكان لهم عيد يخرجون إليه بأصنامهم فأرنا آية فتدعو إلهك وندعو آلهتنا فإن استجيب لك اتبعناك وإن استجيب لنا اتبعتنا فقال فخرجوا بأصنامهم وصالح معهم فدعوا أصنامهم أن لا يستجاب لصالح ما يدعو به وقال له سيد قومه يا صالح أخرج لنا من هذه الصخرة لصخرة منفردة ناقة جوفاء عشراء فإن فعلت ذلك صدقناك فأخذ عليهم المواثيق بذلك وأتى الصخرة وصلى ودعا ربه عز وجل فإذا هي تتمخض كما تتمخض الحامل ثم انفجرت وخرجت من وسطها الناقة كما طلبوا وهم ينظرون ثم نتجت سقبا مثلها في العظم فآمن به سيد قومه واسمه جندع بن عمرو ورهط من قومه فلما خرجت الناقة قال لهم صالح هذه الناقة {لها شرب ولكم شرب يوم معلوم} ومتى عقرتموها أهلككم الله فكان شربها يوما وشربهم يوما معلوما فإذا كان يوم شربها خلوا بينها وبين الماء وحلبوا لبنها وملأ وأكل وإناء وإذا كان يوم شربهم صرفوها عن الماء فلم تشرب منه شيئا وتزودوا من الماء للغد فأوحى الله إلى صالح أن قومك

الصفحة 68