كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 69 @
سيعقرون الناقة فقال لهم ذلك فقالوا ما كنا لنفعل قال لا تعقروع أنتم يوشك أن يولد فيكم مولدو يعقرها قالوا وما علامته فوالله لا نجده إلا قتلناه قال فإنه غلام أشقر أزرق أصهب أحمر قال فكان في المدينة شيخان عزيزان منيعان لأحدهما ابن رغب له عن المناكح وللأخر ابنة لا يجد لها كفؤا فزوج أحدهما ابنه بأبنة الآخر فولد بينهما المولود فلما قال لهم صالح إنما يعقرها مولود فيكم اختاروا قوابل من القرية وجعلوا معهن شرطا يطوفون في القرية فإذا وجدوا امراة تلد نظروا ولدها ما هو فلما وجدوا ذلك المولد صرخ النسوة وفلن هذا الذي يريد نبي الله صالح فأراد الشرط أن ياخذوه فحال جداه بينهم وبينه وقالوا لو أراد صالح هذا لقتلناه
فكان شر مولود وكان يشب في اليوم شباب غيره في الجمعة فاجتمع تسعة رهط منهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون كانوا قتلوا أبناءهم حين ولدوا خوفا أن يكون عاقر الناقة منهم ثم ندموا فأقسموا ليقتلن صالحا وأهله وقالوا نخرج فنرى الناس أننا نريد السفر فنأتي الغار الذي على طريق صالح فنكون فيه فإذا جاء الليل وخرج صالح إلى مسجده قتلناه ثم رجعنا إلى الغار ثم انصرفنا إلى رحالنا وقلناما شهدنا قتله فيصدقنا قومه وكان صالح لا يبيت معهم كان يخرج إلى مسجد له يعرف بمسجد صالح فيبيت فيه فلما دخلوا الغار سقطت عليهم صخرة فقتلتهم فانطلق رجال ممن عرف الحال إلى الغار فرأوهم هلكى فعادوا يصيحون أن صالحا امرهم بقيل أولادهم ثم قتلهم وقيل إنما كان تقاسم الذين عقروا الناقة قالوا تعالوا فلنقتل صالحا فإن كان صادقا عجلنا قتله وإن كان كاذبا ألحقناه بالناقة فأتوه ليلا في أهله فدمغتهم الملائكة بالحجارة فهلكوا فاتى أصحابهم فرأوهم هلكى فقالوا لصالح أنت قتلتهم وأرادوا قتله فمنعهم عشيرته وقالوا إنه قد أنذركم العذاب فإن كان صادقا فلا تزيدوا ربكم غضبا وإن كان كاذبا فنحن نسلمه إليكم فعادوا عنه
فعلى القول الأول يكون التسعة الذين تقاسموا غير الذين عقروا الناقة والثاني أصح والله أعلم
وأما سبب قتل الناقة فقيل إن قدار بن سالف جلس مع نفر يشربون الخمر فلم يقدروا على ماء يمزحون به خمرهم لنه كان يوم شرب الناقة فحرص بعضهم بعضا

الصفحة 69