@ 70 @
على قتلها وقيل إن ثمودا كان فيهم امرأتان يقال لاحداهما قطام والآخرى قبال وكان قدار يهوى قطام ومصدع يهوى قبال ويجتمعان بهما ففي بعض الليالي قلتا لقدار ومصدع لا سبيل لكما إلينا حتى تقتلا الناقة فقالا نعم وخرجا وجمعا أصحابهما وقصدا الناقة وهي على حوضها فقال الشقي لأحدهم اذهب فاعقرها فأتاها فتعاظمه ذلك فأصرت عنه وبعث آخر بأعظم ذلك وجعل لا يبعث أحدا إلا تعاظمه قتلها حتى مشى هو إليها فتطاول فضرب عرقوبها فوقعت تركض وكان قتلها يوم الأربعاء واسمه بلغتهم جبار وكان هلاكهم يوم الأحد وهو عندهم أول فلما قتلت أتى رجل منهم صالحا فقال أدرك الناقة فقد عقروها فأقبل وخرجوا يتلقونه يعتذرون إليه يا نبي الله إنما عقرها فلان إنه لا ذنب لنا قال أنظروا هل تدركون فصيلها فإن أدركتموه فعسى الله أن يرفع عنكم العذاب فخرجوا يطلبونه ولما رأى الفصيل أمه تضطرب قصد جبلا يقال له القارة قصيرا فصعده وذهبوا يطلبونه فأوحى الله إلى الجبل فطال في السماء حتى ما يناله الطير ودخل صالح القرية ولما رآه الفصيل بكى حتى سالت دموعه ثم استقبل صالحا فرغا ثلاثا فقال صالح لكل رغوة أجل يوم { تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب } وآية العذاب أن وجوهكم تصبح في اليوم الأول مصفرة وتصبح في اليوم الثاني محمرة وتصبح في اليوم الثالث مسودة فلما أصبحوا إذا وجوههم كأنما طليت بالقار فتكفنوا وتحنطوا يقلبون أبصارهم إلى السماء والأرض لا يدرون من أين يأتيهم العذاب فلما أصبحوا في اليوم الرابع أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كالصاعقة فتقطعت قلوبهم في صدورهم فاصبحوا في ديارهم جاثمين وأهلك الله من كان بين المشارق والمغارب منهم إلا رجلا كان في الحرم فمنعه الحرم قيل ومن هو قيل هو أبو رغال وهو أبو ثقيف في قول ولما سار النبي أتى على قرية ثمود فقال لأصحابه لا يدخلن أحد منكم القرية ولا تشربوا من مائها وأراهم مرتقى الفصيل في الجبل وأراهم الفج الذي كانت الناقة ترد منه الماء