كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 75 @
إلا كما قال ثم قالوا وعرفوا أنها لا تضر ولا تبطش { لقد علمت ما هؤلاء ينطقون } أي لا يتكلمون فيخبرونا من صنع هذا بها وما تبطش بالأيدي فنصدقك قول الله تعالى { ثم نكسوا على رؤوسهم } في الحجة عليهم لإبراهيم فقال لهم إبراهيم عند قولهم ما هؤلاء ينطقون { أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون }
ثم إن نمروذ قال لإبراهيم أرأيت إلهك الذي تعبده وتدعو إلى عبادته ما هو قال { ربي الذي يحيي ويميت } قال نمروذ أنا أحيي وأميت قال إبراهيم وكيف ذلك قال آخذ رجلين قد استوجبا القتل فأقتل أحدهما فاكون قد أمته وأعفو عن الآخر فأكون قد أحييته { قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت } عند ذلك نمروذ ولم يرجع إليه شيئا
ثم إنه وأصحابه أجمعوا على قتل إبراهيم فقالوا حرقوه وانصروا آلهتكم
قال عبد اله بن عمر أشار بتحريقه رجل من أعراب فارس قيل له وللفرس أعراب قال نعم الأكراد هم أعرابهم قيل كان اسمه هيزن فخسف به فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة
فأمر نمروذ بجمع الحطب من أصناف الخشب حتى إن كانت المرأة لتنذر بإن بلغت ما تطلب أن تحتطب لنار إبراهيم حتى إذا أرادوا أن يلقوه فيها قدموه وأشعلوا النار حتى

الصفحة 75