كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 79 @
ذمة ورحما يعني ولادة هاجر فكان إبراهيم قد خرج بها إلى الشام من مصر خوفا من فرعون فنزل السبع من أرض فلسطين ونزل لوط بالمؤتفكة وهي من السبع مسيرة يوم وليلة فبعثه الله نبيا وكان إبراهيم قد اتخذ بالسبع بئرا ومسجدا وكان ماء البئر معينا طاهرا فآذاه أهل السبع فانتقل عنهم فنضب الماء فاتبعوه يسألونه العود إليهم فلم يفعل وأعطاهم سبعة أعنز وقال إذا أوردتموها الماء ظهر حتى يكون معينا طاهرا فاشربوا منه ولا تغترف منه امرأة حائض فخرجوا بالأعنز فلما الماء فلما وقفت على الماء ظهر إليها وكانوا يشربون منه إلى أن غرفت منه امرأة طامث فعاد الماء إلى الذي هو عليه اليوم وأقام إبراهيم بين الرملة وإيليا ببلد يقال له قط أو قط
قال فلما ولد إسماعيل حزنت سارة حزنا شديدا فوهبها الله إسحاق وعمرها سبعون سنة فعمر إبراهيم مائة وعشرون سنة فلما كبر إسماعيل وإسحاق اختصما فغضبت سارة على هاجر فأخرجتها ثم أعادتها فغارت منها فأخرجتها وحلفت لتقطعن منها بضعة فتركت أنفها وأذنها لئلا تشينها ثم خفضتها فمن ثم خفض النساء وقيل كان إسماعيل صغيرا وإنما أخرجتها سارة غيرة منها وهو الصحيح وقالت سارة لا تساكنني في بلد
فأوحى الله إلى إبراهيم أن يأتي مكة وليس بها يومئذ نبت فجاء إبراهيم بإسماعيل وأمه هاجر فوضعها بمكة بموضع زمزم فلما مضى نادته هاجر يا إبراهيم من أمرك أن تتركنا بأرض ليس فيها زرع زلا ضرع ولا ماء ولا زاد ولا أنيس
قال ربي أمرني قالت فإنه لن يضيعنا
فلما ولى قال { ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن } يعني من الحزن وقال { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي }

الصفحة 79