@ 80 @
الآية
فلما ظمئ إسماعيل جعل يدحض الأرض برجله فانطلقت هاجر حتى صعدت الصفا لتنظر هل ترى شيئا فلم تر شيئا فانحدرت إلى الوادي فسمعت حتى أتت المروة فاستشرقت هل ترى شيئا فلم تر شيئا ففعلت ذلك سبع مرار فذلك أصل السعي ثم جاءت إسماعيل وهو يدحض الأرض بقدميه وقد نبعت العين وهي زمزم فجعلت تفحص الأرض بيدها عن الماء وكلما اجتمع أخذته وجعلته في سقائها قال فقال النبي يرحمها الله لو تركتها لكانت عينا سائحة
وكانت جرهم بواد قريب من مكة ولزمت الطير الوادي حين رأت الماء فلما رأت جرهم الطير لزمت الوادي قالوا ما لزمته إلا وفيه ماء فجاؤوا إلى هاجر فقالوا لو شئت لكنا معلك فآنسناك والماء ماؤك
قالت نعم
فكانوا معها حتى شب إسماعيل وماتت هاجر فتزوج إسماعيل امرأة من جرهم فتعلم العربية منهم هو وأولاده فهم العرب المتعربة
واستأذن إبراهيم سارة أن يأتي هاجر فأذنت له وشرطت عليه أن لا ينزل فقدم وقد ماتت هاجر فذهب إلى بيت إسماعيل فقال لامرأته أين صاحبك قالت ليس ههنا ذهب يتصيد وكان إسماعيل يخرج من الحرم يتصيد ثم يرجع
قال إبراهيم هل عندك ضيافة قالت ليس عندي ضيافة وما عندي أحد فقال إبراهيم إذا جاء زوجك فاقرئيه السلام وقولي له فليغير عتبة بابه وعاد إبراهيم وجاء إسماعيل فوجد ريح أبيه فقال لامرأته هل عندك أحد قالت جاءني شيخ كذا وكذا كالمستخفة بشأنه قال فما قال لك قالت قال اقرئي زوجك السلام وقولي له فليغير عتبة بابه فطلقها وتزوج أخرى