@ 81 @
فلبث إبراهيم ما شاء الله أن يلبث ثم استأذن سارة أن يزور إسماعيل فأذنت له وشرطت عليه أن لا ينزل فجاء إبراهيم حتى انتهى إلى باب إسماعيل فقال لامرأته أين صاحبك قالت ذهب ليتصيد وهو يجئ الآن إن شاء الله تعالى فانزل يرحمك الله فقال لها فعندك ضيافة قالت نعم قال فهل عندك خبز أو بر أو شعير أو تمر قال فجاءت بالبن واللحم فدعا لهما بالبركة ولو جاءت يومئذ بخبز أو تمر أو بر أو شعير لكانت أكثر أرض الله من ذلك فقالت انزل حتى أغسل رأسك فلم ينزل فجاءته بالمقام بالإناء فوضعته عند شقه الأيمن فوضع قدمه عليه فيقي أثر قدمه فيه فغسلت شق رأسه الأيمن ثم حولت المقام إلى شقه الأيسر ففعلت به كذلك فقال لها إذا جاء زوجك فاقرئيه عني السلام وقولي له قد استقامت عتبة بابك فلما جاء إسماعيل وجد ريح أبيه فقال لامرأته هل جاءك أحد قالتنعم شيخ أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا فقال لي كذا وكذا وقلت له كذا وكذا وغسلت رأسه وهذا موضع قدمه وهويقرئك السلام ويقول قد استقامت عتبة بابك قال ذلك إبراهيم
وقيل إن الذي أنبع الماء جبرائيل فإنه نزل الى هاجر وهي تسعى في الوادي فسمعت حسه فقالت قد اسمعتني فأغثني فقد هلكت أنا ومن معي فجاء بها إلى موضع زمزم فضرب بقدمه ففارت عينا فتعجلت فجعلت تفرغ في شنها فقال لها لا تخافي الظمأ
$ ذكر عمارة البيت الحرام بمكة $
قيل ثم أمر الله إبراهيم ببناء البيت الحرام فضاق بذلك ذرعا فأرسل الله السكينة وهي ريح خجوج وهي اللينة الهبوب لها رأسان فسار معها إبراهيم حتى انتهت إلى موضع البيت فتطوت عليه كتطوي الحجفة فأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة فبنى إبراهيم
وقيل أرسل الله مثل الغمامة له رأس فكلمه وقال يا إبراهيم ابن علي ظلي أو علي قدري لا تزد ولا تنقص فبنى
وهذان القولان نقلا عن علي