@ 82 @
وقال السدي الذي دله على موضع البيت جبريل فسار إبراهيم إلى مكة فلما وصلها وجد إسماعيل يصلح نبلا له وراء زمزم فقال له يا إسماعيل إن الله قد أمرني أن ابني بيتا قال إسماعيل فأقطع ربك فقال إبراهيم قد امرك أن تعينني على بنائه قال إذن أفعل فقام معه فجعل إبراهيم يبنيه وإسماعيل يناوله الحجارة
ثم قال إبراهيم لاسماعيل ائتني بحجر حسن أضعه على الركن فيكون للناس علما
فناداه أبو قبيس إن لك عندي وديعة وقيل بل جبريل أخبره بالحجر الأسود فأخذه ووضعه موضعه وكان كلما بنيا دعوا الله { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم }
فلما أرتفع البنيان وضعت الشيخ عن رفع الحجارة قام على حجر وهو مقام إبراهيم فجعل يناوله فلما فرغ من بناء البيت أمره الله أن يؤذن في الناس بالحج فقال إبراهيم يا رب وما يبلغ صوتي قال أذن وعلي البلاغ فنادى أيا الناس إن الله قد كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فسمعه ما بين السماء والأرض وما في أصلاب الرجال وأرحام النساء فأجابه من آمن ممن سبق في علم الله أن يحج إلى يوم القيامة فأجيب لبيك لبيك
ثم خرج بإسماعيل معه إلى التزوية فنزل به منى ومن معه من المسلمين فصلى بهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة ثم بات حتى أصبح فصلى بهم الفجر ثم سار إلى عرفة فقام هناك حتى إذا مالت الشمس جمع بين الصلاتين الظهر والعصر ثم راح بهم إلى الموقف من عرفة الذي يقف عليه الإمام فوقف به على الأراك فلما غربت الشمس دفع به ومن معه حتى أتى المزدلفة فجمع بها الصلاتين المغرب والعشاء الآخرة ثم بات بها ومن معه حتى إذا طلع الفجر صلى الغداة ثم وقف على قزح حتى إذا أسفر دفع بخ وبمن معه يريه ويعلمه كيف يصنع حتى رمى الجمرة وأراه المنجر ثم نحر وحلق وأراه كيف يطوف ثم عاد به إلى منى ليريه كيف رمى الجمار حتى فرغ من الحج وروي عن النبي أنجبرائيل هو الذي أرى إبراهيم