@ 87 @
ثم قال له يا أبت إن أردت ذبحي فاشدد رباطي لا يصيبك من دمي شيء فينتقص أجري فإن الموت شديد وأشحذ شفرتك حتى تريحني فإذا أضجعتني فكبني على وجهي فإني أخشى أن نظرت في وجهي أنك تدركك رحمة فتحول بينك وبين أمر اله وإن رأيت أن ترد قميصي إلى هاجر امي فعسى أن يكون أسلى لها عني فافعل فقال إبراهيم نعم المعين أنت أي نبي على أمر الله فربطه كما أمره ثم حد شفرته وتله للجبين ثم أدخل الشفرة لحلقه فقلبها الله لقفاها ثم اجتذبها إليه ليفرغ منه فنودي أن يا إبراهيم لقد صدقت الرؤيا هذه ذبيحتك فداء إبنك فاذبحها وقيل جعل الله على حلقه صفيحة نحاس قال ابن عباس خرج عليه كبش عليه السلام كان كبشا أقرن أعين أبيض وقال الحسن ما فدى إسماعيل إلا بتيس من الأروى هبطعليه من ثبير فذبحه قيل بالمقام وقيل بمنى في المنجر
$ ذكر ما امتحن اله به إبراهيم عليه السلام $
بعد ابتلاء الله تعالى إبراهيم بما كان من نمروذ وذبح ولده بعد رجاء نفعه ابتلاه الله بالكلمات التي أخبر أنه ابتلاه بهن فقال تعالى {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} واختلف السلف من العلماء الأئمة في هذه الكلمات فقال ابن عباس من رواية عكرمة عنه في قوله تعالى {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} لم يبتل أحد بهذا الدين فأقامه إلا إبراهيم وقال الله {وإبراهيم الذي وفى} قال والكلمات عشر في براءة وهي {العابدون الحامدون} الآية وعشر في الأحزاب وهي {إن المسلمين والمسلمات} الآية عشر في المؤمنين من أولها إلى قوله تعالى {والذين هم على صلاتهم يحافظون} وقال آخرون هي