@ 88 @
عشر خصال قال ابن عباس من رواية طاوس وغيره عنه الكلمات عشر وهي خمس في الرأس قص الشارب والمضمضمة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس وخمس في الجسد وهي تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الأبط وغسل أثر الغائط وقال آخرون هي مناسك الحج وقوله تعالى {إني جاعلك للناس إماما} وهو قول أبي صالح ومجاهد وقال آخرون هي ست وهي الكواكب والقمر والشمس والنار والهجرة والختان وذبح ابنه وهو قول الحسن قا لابتلاه بذلك فعرف أن ربه دائم لا يزول فوجه وجهه للذي فطر السموات والأرض وهاجر من وطنه وأراد ذبح ابنه وختن نفسه وقيل غير ذلك مما لا حاجة إليه في التاريخ المختصر وإنما ذكرنا هذا القدر لئلا يخلو من فصول الكتاب
$ ذكر عدو الله نمروذ وهلاكه $
ونرجع الآن الى خبر عدو الله نمروذ وما آل اليه امره في دنياه وتمرده على الله تعالى واملاء الله له وكان أول جبار في الأرض وكان إحراقه ابراهيم ما قدمنا ذكره فاخرج ابراهيم عليه السلام من مدينته وحلف أنه يطلب إله إبراهيم فخذ أربعة أفرخ نسور فرباهن باللحم والخمر حتى كبرن وغلظن فقرنهن بتابوت وقعد في ذلك التابوت فأخذ معه رجلا ومعه لحم لهن فطرن به حتى إذا ذهبن أشرف ينظر إلى الأرض فرأى الجبال تدب كالنمل ثم رفع لهن اللحم ونظر إلى الأرض فراى الجبال تدب كالنمل ثم رفع لهن اللحم ونظر إلى الأرض فرآها يحيط بها بحر كأنها فلك في ماء ثم رفع طويلا فوقع ف يظلمة فلم ير ما فوقه وما تحته ففزع وألقى اللحم فاتبعه النسور منقضات فلما نظرت الجبال إليهن وقد أقبلن منقضات وسمعن حفيفيهن فزعت الجبال وكادت تزول ولم يفعلن وذلك قول الله تعالى {وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} وكان طرانهن من بيت المقدس ووقوعهن في جبل الدخان فلما رأى أنه لا يطيق شيئا أخذ في بنيان الصرح فبناه حتى علا وارتقى فوقه ينظر إلى أله إبراهيم بزعمه وأحدث ولم يكن يحدث وأخذ الله بنيانهم من القواعد من أساس الصرح فسقط وتبلبلت الألسن يومئذ من الفزع فتكلموا بثلاثة وسبعين لساناص وكان لسان الناس قبل ذلك سريانيا