@ 92 @
فجاء بعجل سمين قد حنذه أي أنضجه فقربه إليهم فأمسكوا أيديهم عنه { فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته } سارة { قائمة فضحكت } لما رعفت من أمر الله ولما تعلم من قوم لوط { فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب } ف { قالت } وصكت وجهها { يا ويلتى أألد وأنا عجوز } إلى قوله { حميد مجيد } وكانت ابنة تسعين سنة وإبراهيم ابن عشرين ومائة
فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى ذهب يجادل جبرائيل في قوم لوط فقال له أرأيت إن كان فيهم خمسون من المسلمين قالوا وإن كان فيهم خمسون من المسلمين لم يعذبهم قال وأربعون قالوا وأربعون قال وثلاثون حتى بلغ عشرة قالوا وإن كان فيهم عشرة قال ما قوم لا يكون فيهم عشرة فيهم خير ثم قال { إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين }
ثم مضت الملائكة نحو سدوم قرية لوط انتهوا إليها لقوا لوطا في أرض له يعمل فيها وقد قال الله تعالى لهم لا تهلكوهم حتى تشهدوا عليهم لوطا أربع شهادات فأتوه فقالوا أنا مضيفوك الليلة فانطلق بهم فلما مشى ساعة التفت إليهم فقال لهم أما تعلمون ما يعمل أهل هذه القرية والله ما أعلم على ظهر الأرض إنسانا أخبث لهم أما تعلمون ما يعمل أهل القرية والله ما أعلم على ظهر الأرض إنسانا أخبث منهم حتى قال ذلك أربع مرات
وقيل بل لقوا ابنته فقالوا يا جارية هل من منزل قالت نعم مكانكم لا تدخلوا حتى آتيكم خافت عليهم من قومها فأتت أباها فقالت يا أبتاه أدرك فتيانا على باب المدينة ما رأيت أصبح وجوها منهم لئلا يأخذهم قومك فيفضحوهم وكان قومه قد نهوه أن يضيف رجلا فجاء بهم فلم يعلم إلا أهل بيت لوط فخرجت امرأته فأخبرت قومها وقالت لهم قد نزل بنا قوم ما رأيت أحسن وجوها منهم ولا أطيب رائحة فجاءه قومه يهرعون إليه فقال يا قوم اتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد فنهاهم ورغبهم