كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 1)

@ 98 @
$ قصة أيوب عليه السلام $
وهو رجل من الروم من ولد عيص وهو أيوب بن موص بن رازج بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم وقيل موص بن روعيل بن عيص وكانت زوجته التي أمر أن يضربها بالضغث ليا ابنة يعقوب بن إسحاق وقيل هي رحمة ابنة افرايم بن يوسف وكانت أمة من ولد لوط وكان دينه التوحيد والإصلاح بين الناس وإذا أراد حاجة سجد ثم طلبها
وكان من حديثه وسبب بلائه أن إبليس سمع تجاوب الملائكة بالصلاة على أيوب حين ذكره الله فحسده وسأل الله أن يسلطه عليه لفتنه عن دينه فسلطه على ماله حسب فجمع إبليس عظماء أصحابه من العفاريت وكان لأيوب البثنية جميعها من أعمال دمشق بما فيها وكان له فيها ألف شاة برعاتها وخمسمائة فدان يتبعها خمسمائة عبد لكل عبد امرأة وولد ومال ويحمل آله الفدان أتان ولد وإثنان وما فوق ذلك فلما جميعهم إبليس قال ما عندكم من القوة والمعرفة فإني قد تسلطت على مال أيوب فقال كل منهم قولا فارسلهم فاهلكوا ماله كله وأيوب يحمد الله ولا يرجع عن الجد في عبادته والشكر له على ما أعطاه والصبر على ما ابتلاه فلما رأى إبليس من أمره سأل الله أن يسلطه على ولده فسلط ولم يجعل له سلطانا على جسده ولا عقله وقلبه فاهلك ولده كلهم ثم جاء إليه متمثلا بمعلمه الذي كان يعلمهم الحكمة جريحا مشدوخا يرققه حتى رق أيوب فبكى وقبض قبضة من التراب فوضعها على رأسه فسر بذلك إبليس ثم إن أيوب ندم لذلك وجد واستغفر فصعدت حفظته من الملائكة بتوبته إلى الله قبل ابليس فلما لم يرجع أيوب عن عبادة ربه والصبر على ما بلاه به سأل الله تعالى أن يسلطه على جسده فسلطه عليه خلا لسانه وقلبه وعقله فإنه لم يجعل له على ذلك فجاءه وهو ساجد فنفخ في منخره نفخة

الصفحة 98