كتاب فتوح الشام (اسم الجزء: 1)

بأجمعهم وتسابق الفرسان إلى خالد فلما قربوا منه رمى لهم البطريق وقال اوثقوه كتافا فصار يبربر بلسانه فأتى المسلمون بروماس صاحب بصري وقالوا: له: أسمع ماذا يقول: فقال لهم يقول: فقال لهم يقول: لكم لا تقتلوني فاني اجبت صاحبكم في المال والجزية فقال خالد: استوثقوا منه ثم نزل عن جواده وركب جوادا أهداه له صاحب تدمر وعزم أن يهجم على الروم فقال ضرار بن الأزور: أيها الأمير دعني أنا أحمل على القوم حتى تستريح أنت فقال: يا ضرار الراحة في الجنة غدا ثم عول خالد على الحملة فصاح به البطريق كلوس وقال: وحق دينك ونبيك إلا ما رجعت الي حتى أخاطبك فرجع خالد إليه وقال لروماس اسأله ما يريد فقال أعلمه إني صاحب الملك وقد بعثني إليكم في خمسة آلاف فارس لاردكم عن بلده وأهله ورعيته وقد تحجبت أنا وعزازير متولي دمشق وقدم الي معه كذا وكذا وأنا اسألك بحق دينك إذا خرج إليك فأقتله وأن لم يخرج إليك فاستدعه وأقتله فإنه رأس القوم فإن قتلته فقد ملكت دمشق فقال خالد لروماس: قل له: أنا لا نبقي عليك ولا عليه ولا على من أشرك بالله تعالى ثم إنه بعد ذلك الكلام حمل وهو ينشد ويقول:
لك الحمد مولانا على كل نعمة
...
وشكر لما أوليت من سابغ النعم
مننت علينا بعد كفر وظلمة
...
وأنقذتنا من حندس الظلم والظلم
وأكرمتنا بالهاشمي محمد
...
وكشفت عنا ما نلاقي من الغم
فتمم إله العرش ما قد ترومه
...
وعجل لاهل الشرك بالبؤس والنقم
وألقهم ربي سريعا ببغيهم
...
بحق نبي سيد العرب والعجم
قال الواقدي: لقد بلغني ممن أثق به إنه لما ولي جرجيس هاربا من بين يدي خالد إلى أصحابه رأوه يرتعد من الفزع فقالوا له: ما ورءاك فقال: يا قوم ورائي الموت الذي لا يقاتل والليث الذي لا ينازل وهو أمير القوم وقد إلى على نفسه أن يطلبنا أينما كنا وما خلصت روحي إلا بالجهد فصالحوا الرجل قبل أن يحمل عليكم بأصحابه فلا يبقى منكم أحدا فقالوا له: ما يكفيك إنك انهزمت وقد هموا بقتله فبينما هم كذلك إذا أقبل أصحاب كلوس على عزازير وهم خمسة آلاف وصاحوا به وقالوا له: ما أنت عند الملك أعز من صاحبنا وقد كان بيننا وبينك شرط فاخرج أنت إلى خالد واقتله أو أسر هـ وخلص لنا صاحبنا وإلا وحق المسيح والمذبح والذبيح شننا عليك الحرب فقال عزازير وقد رجع به مكره ودهاؤه يا ويلكم أتظنون إني جزعت من الخروج إلى هذا البدوي من أول مرة ولكني ما تأخرت عن الخروج إليه وتقاعدت عن قتاله حتى يتبين عجز صاحبكم وسوف سوف ينظر الفريقان أينا أفرس واشجع وأثبت في مقام القتال إذا نحن تشابكنا بالنصال ثم إنه في الحال ترجل عن جواده ولبس لأمته وركب جوادا يصلح

الصفحة 33