كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها (اسم الجزء: 1)

إذا عُطِفَا على واحد، فالمراد بذلك اثنين، كقوله: اليوم ونحوه، والبريد ونحوه؛ إذ لا يصلح أن يريد المتكلم بذلك بعض يوم.
وإن [عُطِفَا] (¬1) على الجُملة، فإنه لا يُحمل على أن المراد به عدد المعطوف عليه، وإنما أراد الزيادة عليه ما لم يكون عدد [مثل] (¬2) عدد المعطوف [عليه] (¬3) أو [نصفه] (¬4).
وغاية ما قال فيه بعض الأشياخ: الثلث، وهكذا ذكر القاضي أبو الفضل رحمه الله.
إلا أن الذي قاله يحتاج إلى [عرف لغوي] (¬5) أو عُرف شرعى فإن عري عنهما كان تحكمًا، فظاهر قوله: الخمسة، وما [قرب] (¬6) والذي [قرب] (¬7) من الخمسة (¬8): اثنان؛ فتكون سبعة، مثل الذي نص عليه في "كتاب الوضوء"، وظاهره أن الثمانية في خير الكثير، وهذا وجه استقراء الشيخ رضي الله عنه.
والقول الثاني: أن أقله عشرة أيام، وهي رواية الأندلسيين عن مالك، ورواية أصبغ عن ابن القاسم.
[والرابع] (¬9): وهو قول محمَّد بن مسلمة أن أقله خمسة عشر يومًا، وهذا القول [أظهر] (¬10) في النظر وموافق للأثر؛ لأن الله تعالى جعل
¬__________
(¬1) في جـ: عطفهما.
(¬2) سقط من أ.
(¬3) سقط من أ.
(¬4) في أ: صفة.
(¬5) في أ: نقل اللغوي.
(¬6) في أ: قارب.
(¬7) في أ: قارب.
(¬8) بالمدونة (1/ 52).
(¬9) سقط من أ.
(¬10) سقط من أ.

الصفحة 165