كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها (اسم الجزء: 1)

وسبب الخلاف: [اختلافهم] (¬1) في المفهوم من قوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ} (¬2).
ما الذكر المأمور بالسعي إليه؟ هل الذكر الأول الذي هو الخطبة؟ أو الذكر الثاني الذي هو الصلاة؟
فمن رأى أن المراد [بالأمر] (¬3) السّعي أول الذكر حتى يستوعب [الذكرين] (¬4) جميعًا ذكر الخطبة وذكر الصلاة يقول: إن الخطبة واجبة، ولاسيما أن البيع يحرم عند النداء؛ وما ذلك إلا ليسعوا إلى [استماع] (¬5) الخطبة، فلو كانت غير واجبة لم يحرم البيع إلا عند الدخول في الصلاة.
ومن رأى أن المراد بذلك الذكر: هو الصلاة؛ لأنه هو الذكر المقصود؛ بدليل أن من [فاتته] (¬6) الخطبة، وأدرك الصلاة أنه أحرز فضيلة الجمعة وفرضها إذا لم يتعمد إلى ترك شهود الخطبة، ويكون معذورًا بالتأخير.
وأما من قصد التراخي عند الخطبة [رغبة] (¬7) عنها: [فجمعته] (¬8) ناقصة الفضيلة.
[و] (¬9) عكسه إذا شهد الخطبة وفاتته الصلاة، فإنه لا يحصل له من
¬__________
(¬1) سقط من أ
(¬2) سورة الجمعة الآية (9).
(¬3) سقط من أ.
(¬4) في أ: أول الذكر.
(¬5) سقط من أ.
(¬6) في أ: فاته.
(¬7) سقط من أ.
(¬8) في أ: فجمعه.
(¬9) في أ: أو.

الصفحة 539