كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها (اسم الجزء: 1)
وقد روى أن سفيان الثوري قدم عسقلان، فمكث فيها ثلاثة أيام لا يسأله [الناس] (¬1) فقال: [اكتروا] (¬2) لي [لأخرج] (¬3) من هذا البلد؛ هذا بلد يموت فيه العلم" (¬4).
وإنما قال ذلك حرصًا على فضيلة التعليم، واستبقاء للعلم به.
وقال عطاء: دخلت على سعيد بن المسيب -وهو يبكي- فقلت [له] (¬5): وما يبكيك؟ فقال: ليس أحد يسألني عن شيء.
وقال [بعضهم] (¬6): العلماء سراج الأزمنة، وكل واحد منهم سراج أهل زمانه؛ يستضىء [به أهل زمانه] (¬7).
وقال الحسن رضي الله عنه: لولا العلماء صار الناس مثل البهائم، أي: [فالتعليم يخرجه من حد البهيمية] (¬8) إلى حد الإنسانية.
وقال عكرمة: إن لهذا العلم ثمن، [قيل] (¬9): وما هو؟ قال: أن تضعوه فيمن يحسن حمله، ولا يضيعه.
وقال يحيى بن معاذ: العلماء أرحم بأمة محمد من آبائهم وأمهاتهم، قيل: كيف ذلك؟ قال: لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا، [والعلماء] (¬10) يحفظونهم من نار الآخرة.
¬__________
(¬1) في أ: إنسان.
(¬2) في ب: أكروا.
(¬3) في ب: أخرج.
(¬4) انظر: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/ 279).
(¬5) زيادة من ب.
(¬6) سقط من ب.
(¬7) سقط من ب.
(¬8) في ب: بالتعليم خرجوا من حد البهائم.
(¬9) في ب: قال.
(¬10) في أ: وهم.