كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها (اسم الجزء: 1)
الأبدان من الضعف [يبلغ العبد المنازل] (¬1) والدرجات العلا، والتفكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يُطاع الله سبحانه، وبه يُعبد [به] (¬2) ويُوحد، وبه يُتورع، وبه [توصل] (¬3) الأرحام، وهو [الإمام] (¬4) والعمل تابعه، يُلهَمه السعداء، ويُحرمه الأشقياء.
فإذا ثبت ذلك، فطلب العلم [والتفقه في الدين] (¬5) من فروض الكفاية؛ فمن قام به سقط [الفرض] (¬6) عن الباقين، إلا ما لا يسع المكلف جهله من صفة وضوئه وصلاته وصيامه، وزكاته -إن كان ممن تجب عليه الزكاة- فإن ذلك واجب عليه تعلمه، ولا يُسقط فرضه فيه علمُ غيره.
وقد سُئل مالك رضي الله عنه عن طلب العلم أَوَاجب؟ قال: أما على كل الناس فلا.
وروى عنه ابن وهب أنه كان جالسًا معه، فحضرت الصلاة فقام إليها، فقال: ما الذي قمت إليه بأوجب [من] (¬7) الذي قمت عنه. وهذا الكلام فيه نظر؛ كيف يكون طلب العلم على أحد أوجب من الصلاة؟ فإن صحت الرواية فلا يعني بذلك [ق/ 4 أ] أنه كان في أول الوقت، والصلاة أول الوقت إنما تجب وجوبًا موسعًا؛ فيكون الاشتغال بتقييد ما يُخشى فواته
¬__________
(¬1) في ب: يبلغ العبد منازل الأبرار.
(¬2) سقط من أ.
(¬3) في أ: يتوصل إلى.
(¬4) في أ: إمام.
(¬5) سقط من أ.
(¬6) سقط من ب.
(¬7) في ب: مما.