كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها (اسم الجزء: 1)

وسُمِّي فقيه المدينة، وعالم المدينة، وإمام دار الهجرة، كما سُمِّي غيره عالم العراق والشام، حتى أن مخالفيه يسمونه، وينسبونه إليه، ويقولون: قال مالك -فقيه المدينة، وعالم المدينة، وقال [ابن] (¬1) المدني- فيكتفون بذلك في تعريفه.
[وقد] (¬2) روى عن ابن جريج، وسفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن مهدي أنهم كانوا يرونه مالك بن أنس.
ومما حكى عن سفيان [إن يكن] (¬3) مَنْ هذه صفته: فأبو عبد الرحمن -يعني المقري- فقد رجع عن ذلك، فقال: العالم من يخشى.
وأما من طريق النظر: فلأن المدينة لما كانت مستقر التنزيل، ومعدن التأويل، ودار الهجرة, ومستقر النبوة، وعرصة الوحي، وكان النبي عليه السلام بين [ظهراني] (¬4) أهلها قاطنًا مطمئنًا قد اتخذها مسكنًا، ووطنًا، يشرِّع ويَسن ويوضح، ويبين؛ كان أهلها أعلم من غيرهم؛ فمن تابعهم لما ثبت لهم من مزية الشهادة، وفضل القرب والمعاينة، وقد شاهدوا الأحكام [ق/ 1 جـ]، ومعرفة تفاصيل الحلال والحرام على حسب ما نزل به الروح الأمين على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وبهذا الاعتبار رجع مخالفوهم [إلى قولهم] (¬5) في الأحباس، والأوقاف، والمُد، والصَّاع، وغير ذلك.
[وبهذه الطريقة] (¬6) رجح أصحابنا إجماع أهل المدينة من طريق
¬__________
(¬1) سقط من أ.
(¬2) سقط من ب.
(¬3) في ب: فمن يكون.
(¬4) في ب: أظهر.
(¬5) زيادة من ب.
(¬6) وبهذا الطريق.

الصفحة 74