كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها (اسم الجزء: 1)
أدرى ما حقيقته، والثاني: قول ابن القاسم: "وكان يضعفه" (¬1) -يعني: مالكًا-.
[واختلف] (¬2) المتأخرون في تأويلهما وتنزيلهما على الوقف، فقيل: إنه كان يضعف الحديث [لأنه من أخبار الآحاد] (¬3)، والقرآن يعارضه، والله تعالى يقول: {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} (¬4).
وقيل: أنه كان يضعِّف [العدد] (¬5)؛ لأن الأعداد في غسل النجاسة غير معتبرة.
وقيل: إنه كان يضعف [الوجوب -يعني: وجود الغسل] (¬6) - وهو تأويل أبي الحسن القابسي [رضي الله عنه] (¬7)، ويدل عليه تخصيصه بالماء، وأعظم إراقة الطعام.
ولو كان الغسل واجبًا لساوى بين الماء والطعام على [مذهبه في] (¬8) "المدونة"، ولا حجة لمن قال: إنه ضَعَّفَ الحديث؛ بقوله: [وما] (¬9) أدرى ما حقيقته [لاحتمال أن يريد بقوله ما أدرى ما حقيقته] (¬10)، أي حقيقة معناه، وحكمة الله في هذه [العبادات] (¬11)، أو يكون هذا على
¬__________
(¬1) المدونة (1/ 5).
(¬2) في ب: فاختلف.
(¬3) في ب: لأنه خبر آحاد.
(¬4) سورة المائدة الآية (4).
(¬5) في ب: الأعداد.
(¬6) في ب: وجوب.
(¬7) زيادة من ب.
(¬8) في ب: مذهب.
(¬9) في ب: لا.
(¬10) سقط من أ.
(¬11) في أ: العبادة.