كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | قال الله تعالى : ! 2 < وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة > 2 ! . | | ' إذ ' كلمة جعلت لما مضى من الأوقات ، فكأنه قال اذكر ذلك الوقت . | والملائكة واحدهم ملك والأصل ملأك وأنشد سيبويه : | | % ( فلست بإنسي ولكن لملأك % تنزل من جو السما يصوب ) % | | ومعنى ملأك : صاحب رسالة . يقال مألكة وملأكة . | | واختلف العلماء ما المقصود بإعلام الملائكة بخلق آدم عليه السلام على تسعة أقوال : | | أحدها : أنه أراد إظهار كبر إبليس ، وكان ذلك قد خفي على الملائكة لما يرون من | تعبده . رواه الضحاك ، عن ابن عباس . | | والثاني : ليبلو طاعة الملائكة ، قاله الحسن . | | والثالث : أنه لما خلق الله تعالى النار جزعت الملائكة ، فقال : هذه لمن عصاني | فقالوا : أو يأتي علينا زمان نعصيك فيه ؟ فأخبرهم بخلق غيرهم . قاله ابن زيد . | | والرابع : أنه أراد إظهار عجزهم عما يعلمه لأنهم قاسوا على حال من كان قبل آدم . | | والخامس : أن الملائكة التي طردت الجن من الأرض قبل آدم أقاموا في الأرض | يعبدون ، فأخبرهم أني جاعل في الأرض خليفة ليوطنوا أنفسهم على العزل . | | والسادس : أنهم ظنوا أن الله لا يخلق خلقاً أكرم منهم ، فأخبرهم بما يخلق . | | والسابع : أنه أعلمهم بما سيكون ليعلموا علمه بالحادثات . | | والثامن : أنه أراد تعظيم آدم بذكره قبل وجوده . | | والتاسع : أنه أعلمهم أنه خلقه ليسكنه الأرض وإن كان ابتداء خلقه في السماء . | | والخليفة : القائم مقام غيره . يقال : خلف الخليفة خلافة وخليفي ، وعلى وزن |
____________________

الصفحة 12