كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | قوله تعالى : ! 2 < فأزلهما الشيطان عنها > 2 ! أي حملهما على الزلل ، وقرأ الأعمش | فأزالهما أي عن الجنة ، قال السدى : دخل الشيطان في فم الحية فكلمهما . وقال الحسن : | ناداهما من باب الجنة . | | فإن قيل : إن كان آدم تعمد فمعصيته كبيرة والكبائر لا تجوز على الأنبياء | وإن كان نسي فالنسيان معفو عنه . | | فالجواب : أن العلماء اختلفوا ، فقال بعضهم : فعل ذلك عن نسيان والأنبياء | مطالبون بحقيقة التيقظ وتجويد التحفظ أكثر من غيرهم ، والنسيان ينشأ من الذهول | عن مراعاة الأمر ، فكانت المؤاخذة على سبب النسيان . | | وقال بعضهم : تعمد [ الأكل ] لكنه أكل متأولا وفي تاويله قولان : | أحدهما أنه تأول الكراهة دون التحريم . والثاني : انه نهي عن شجرة فأكل من | جنسها ظنا أن المراد عين تلك الشجرة . | | قوله تعالى : ! 2 < قلنا اهبطوا منها جميعا > 2 ! قال ابن عباس : أهبط آدم وحواء | وإبليس والحية . أما آدم فأهبط على جبل بالهند يقال له ' واسم ' وحواء بجدة والحية | بنصيبين ، وإبليس بالأبلة وكان مكث آدم في الجنة نصف يوم من أيام الآخرة : | وهو خمسمائة سنة . وأنزل معه الحجر الأسود وعصا موسى ، وكانت من آس الجنة | فأمره الله تعالى أن يذبح كبشا من الضأن مما أنزل الله تعالى إليه ، فذبحه ثم جز صوفه ، | فعزلته حواء ، فنسج لنفسه جبة ولحواء درعا وخمارا ، وعلم الزراعة فزرع فنبت في الحال | فحصد وأكل ولم يزل في البكاء . | | قال وهب بن منبه : سجد آدم على جبل بالهند مائة عام يبكي حتى جرت دموعه في | وادي سرنديب فأنبت الله تعالى في ذلك الوادي من دموعه الدارصيني والقرنفل ، |
____________________

الصفحة 16