كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | من التلاوة ، ولا ملت أبدانهم من طول العبادة ، فأصبح الفريقان وقد ولى الليل بربح | وغبن ، فاعملوا لأنفسكم في هذا الليل وسواده ، فإن المغبون من غبن خير النيا | والآخرة ، كم من قائم لله تعالى في هذا الليل قد اغتبط بقيامه في ظلمة حفرته ، وكم من | نائم قد ندم على طول نومه عندما يرى من كرامة الله تعالى للعابدين غدا . | | أخبرنا عمر بن ظفر ، قال أنبأنا جعفر بن أحمد ، قال حدثنا عبد العزيز بن علي ، | قال حدثنا علي بن عبد الله الصوفي ، قال حدثني علي بن العباس ، قال حدثني علي | ابن سلمان ، قال : رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النوم فسمعته يقول : | | ( لولا اللذين لهم ورد يقومونا % وآخرون لهم سرد يصومونا ) % | | ( لد كدكت أرضكم من تحتكم سحرا % لأنكم قوم سوء ما تطيعونا ) % | | يا من أعماله كلها إذا تؤملت سقط ، كم أثبت له عمل فلما عدم الإخلاص | سقط ، يا حاضر الذهن في الدنيا فإذا جاء الدين خلط ، يجعل همه في الحساب فإذا صلى اختلط | يا ساكتا عن الصواب فإذا تكلم لغط ، يا قريب الأجل وهو يجري من الزلل على نمط ، | يا متكاثف الدرن لم يغسل ولم يمط ، يا من لا يعظه وهن العظم ولا كلام الشمط | أما خط الشيب يضحك في مفرق الرأس إذا وخط ، أما المقام للرحيل وعلى هذا شرط ، | يا من لا يرعوي ولا ينتهي بل على منهاج الخطيئة فقط ، يا مثبتا قبيح المعاصي | لو تاب لا نكشط ، أما تميل إلى الصواب أما تترك الغلط ، يا من إذا قيل له ويحك | أقسط قسط ، إلى كم جور وظلم إلى كم جهل وشطط ، ويحك بادر هذا الزمان | [ الخالي ] الملتقط ، فالصحة غنيمة والعافية لقط ، فكأنك بالموت قد سل سيفه عليك | واخترط ، أين العزيز في الدنيا أين الغني المغتبط ، خيم بين القبور ، وضرب فسطاطه |
____________________

الصفحة 22