كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لله أفرح | بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل بأرض دوية [ مهلكة ] معه راحلته ، فطلبها حتى إذا أدركه | الموت قال : أرجع إلى مكاني الذي أضللتها فيه فأموت فيه ، فأتى مكانه فغلبته عنياه ، | فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه عليها طعامه وشرابه وزاده وما يصلحه ، فالله أشد فرحاً | بتوبة عبده المؤمن من هذا براحلته وزاده ' . | | وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام : يا داود لو يعلم المدبرون عني كيف انتظاري | لهم ورفقي بهم وشوقي إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقا إلي وتقطعت أوصالهم من محبتي ، | يا داود هذه إرادتي في المدبرين عني فكيف إرادتي بالمقبلين علي ! | | إخواني : الذنوب تغطي على القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه | الهدى ، ومن علم ضرر الذنب استشعر الندم . | | قال أبو علي الروذباري رحمه الله : ' من الأغترار أن تسيء فيحسن إليك فتترك | التوبة توهما أنك تسامح في الهفوات ' ! . | | فوا عجبا لمن يأمن وكم قد أخذ آمن من مأمن ، ومن تفكر في الذنوب علم أن | لذات الأوزار زالت والمعاصي بالعاصي إلى النار آلت ، ورب سخط قارن ذنبا فأوجب | بعدا وأطال عتبا ، وربما بغت العاصي بأجله ولم يبلغ بعض أمله ، وكم خير فاته بآفاته ، | وكم بلية في طي جناياته . | | قال لقمان لابنه : يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة . | | ( قائد الغفلة الأمل % والهوى رائد الزلل ) % | | ( قتل الجهل أهله % ونجا كل من عقل ) % |
____________________

الصفحة 25