كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | ( فاغتم دولة الشبيبة واستأنف العمل % ) % | | ( أيها المبتني الحصون وقد شاب واكتهل % ) % | | ( أخبر الشيب عنك أنك في آخر الأجل % ) % | | ( فعلام الوقوف في عرصة العجز والكسل % ) % | | ( منزل لم يزل يضيق وينبو بمن نزل % ) % | | ( أنت في منزل إذا حله نازل رحل % ) % | | طوبى لمن غسل درن الذنوب بتوبة ، ورجع عن خطاياه قبل فوت الأوبة ، وبادر | الممكن قبل أن لا يمكن ، من رأيت من آفات دنياه سلم ، ومن شاهدته صحيحا وما سقم ، | وأي حياة بالموت لم تنختم ، وأي عمر بالساعات لم ينصرم ، إن الدنيا لغرور حائل ، | وسرور إلى الشرور آيل ، تردي مستزيدها وتؤذي مستفيدها ، بينما طالبها يضحك أبكته | ويفرح بسلامته أهلكته ، فندم على زلله إذ قدم على عمله ، وبقي رهين خوفه ووجله ، | وود أن لو زيد ساعة في أجله ، فما هو إلا أسير في حفرته ، وخسير في سفرته ، وهذه | وإن كانت صفة من عنا نأى ، فكذا نكون [ لو أن العاقل ارتأى ] : | | ( سبيلك في الدنيا سبيل مسافر % ولا بد من زاد لكل مسافر ) % | | ( ولابد للإنسان من حمل عدة % ولا سيما إن خاف سطوة قاهر ) % | | ( وطرقك طرق ليس تسلك دائما % وفيها عقاب بعد صعب القناطر ) % | | أخبرنا المبارك بن علي ، أنبأنا علي بن محمد بن العلاف ، أنبأنا علي بن أحمد الحمامي ، | حدثنا جعفر بن محمد الخواص ، حدثنى إبراهيم بن نصر ، قال حدثنى إبراهيم بن بشار ، قال : كنت | يوما مارا مع إبراهيم بن أدهم في صحراء ، إذ أتينا على قبر مسنم ، فترحم عليه وبكى . فقلت : | قبر من هذا ؟ فقال : هذا قبر حميد بن جابر أمير هذه المدن ، كان غريقا في بحار هذه الدنيا ، |
____________________

الصفحة 26