كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| ثم أخرجه الله منها ، لقد بلغني أنة سر ذات يوم بشيء من ملاهي دنياه ثم قام من | مجلسه [ ونام ] مع من يخصه من أهله ، فرأى رجلاً واقفاً على رأسه بيده كتاب ، | فناوله إياه [ فقرأه ] فإذا فيه : تؤثرون فانيا على باق ، ولا تغتر بملكك | وسلطانك وعبيدك وولَدك ، فإن الذي أنت فيه جسيم لولا أنه عديم ، وهو مُلك لولا | أنّ بعده هُلك ، وهو فَرح وسرور لولا أنه لهو وغرور ، وهو يومٌ لو كان يوثق فيه | بغدٍ ، فسارع إلى أمر الله فإنه يقول : ! 2 < وسارعوا إلى مغفرة من ربكم > 2 ! . | | فانتبه فزعاً [ مرعوباً ] وقال : هذا تنبيه من الله عز وجل وموعظة . فخرج | من ملكه لا يعلم به أحد وقصد هذا الجبل فتعبد فيه ، فلما بلغني أمره قصدته فسألته | فحدثني ببدء أمره وحدثته ببدء أمري فما زلت أقصده حتى مات ، وهذا قبره رحمه | الله تعالى . | | أخبرنا أبو بكر الصوفي ، أنبأنا أبو سعيد بن أبي صادق أنبأنا ابن باكوية ، | حدثنا عمر بن محمد الأردبيلي ، حدثنا علي بن محمد القرشي ، حدثنا علي بن الموفق ، قال | حدثنا منصور بن عمار قال : خرجت ليلة وظننت أني قد أصبحت وإذا علي ليل ، فقعدت | عند باب صغير ، وإذا بصوت شاب يبكي ويقول : وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتك | مخالفتك ، وقد عصيتك حين عصيتك وما أنا بنكالك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرض | ولا بنظرك مستخف ، ولكن سولت لي نفسي وغلبت علي شقوتي ، وغرني سترك | المرخى علي ، والآن فمن عذابك من ينقذني ، وبحبل من أتصل إن قطعت حبلك | عني ، واسوأتاه من تصرُّم أيامي في معصية ربي ، يا ويلي ! كم أتوب وكم أعود ، قد حان | [ لي ] أن أستحي من ربي . |
____________________

الصفحة 27