كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | ندموا على الذنوب فندبوا ، وسافروا إلى المطلوب فاغتربوا ، وسقوا غرس | الخوف دمع الأسف وشربوا ، فإذا أقلقهم الحذر طاشوا وهربوا ، وإذا هب عليهم | نسيم الرجاء عاشوا وطربوا ، فتأمل أرباحهم وتلمح ما كسبوا ، واعلم أن نيل النصيب | بالنصب يكون ، التائبون العابدون . | | نظروا إلى الدنيا بعين الإعتبار ، فعلموا أنها لا تصلح للقرار ، وتأملوا أساسها فإذا | هو على شفا جرف هار ، فنغصوا بالصيام لذة الهوى بالنهار ، وبالأسحارهم يستغفرون ، | التائبون العابدون . | | هجروا المنازل الأنيقة ، وفصموا عرى الهوى الوثيقة ، وباعوا الفاني بالباقي وكتبوا | وثيقة ، وحملوا نجائب الصبر فوق ما هي له مطيقة ، وطلبوا الآخرة والله على الحقيقة ، | هكذا يكون التائبون العابدون . | | أبدانهم قلقي من الجوع والضرر ، وأجفانهم قد حالفت في الليل السهر ، ودموعهم | تجري كما يجري دائمة المطر ، والقوم قد تأهبوا فهم على أقدام السفر ، عبروا عليكم ومروا | لديكم وما عندكم خبر ، وترنمت حداتهم لو أنكم تسمعون ، التائبون العابدون . | | يا رب سر بنا في سرب النجابة ، ووفقنا للتوبة والإنابة ، وافتح لأدعيتنا أبواب | الإجابة ، يا من إذا سأله المضطر أجابه ، يا من يقول للشيء كن فيكون ، التائبون العابدون . |
____________________

الصفحة 31