| أنت فيه رهين , انظر لنفسك أيها المتقاعد , تدبر عملك قبل عرضه على الناقد , وتأهب | فكم بين يديك شدائد , لا لا ينفعك فيه ولد ولا والد . | | ( سبيل الخلق كلهم الفناء % فما أحد يدوم له البقاء ) % | | ( يقربنا الصباح إلى المنايا % ويدنينا إليهن المساء ) % | | ( فلا تركب هواك وكن معدا % فليس مقدرا لك ما تشاء ) % | | ( أتأمل أن تعيش وأي غصن % على الأيام طال له النماء ) % | | ( تراه أخضر العيدان غضا % فيصبح وهو مسود غثاء ) % | | ( وجدنا هذه الدنيا غرورا % متى ما تعط يرتجع العطاء ) % | | ( فلا تركن إليها مطمئنا % فليس بدائم منها الصفاء ) % | | عباد الله : على نية النقض وضع البنيان , وعلى شرط الرحيل الأرواح في الأبدان , | وإنما الدنيا معبر إلى دار الحيوان , وليس للإقامة فالعجب لاغترار الإنسان , أين | العقل والنظر , إلام الجهل والبطر , كم من منزل دثر , كم ساع عثر وأنت في الأثر , | إلام هذا الأشر وقد علمت مآل البشر , أين العقول والفكر , كم وارد ما صدر , | البلايا مثل المطر , وإنك لعلى خطر , كم حضرت لدى محتضر , ودمع المآقي قد | انهمر لقلة الزاد وطول السفر , ويحك إلى متى تختار الضرر , لقد بعت الدر بالبعر , إن | العاقل ليختار الأجود , وإن الحازم لا يرضى أن يستعبد , يا من كلما جمعناه تبدد , | يا من كلما زجرناه مد اليد , يا من إذا دعوناه لم يسدد , كيف يختار الضلال من يعرف | الطريق الأرشد , كيف يؤثر النزول من يقال له اصعد , إن اللبيب ليرى بعين | الفكر ما في غد , لو سمعت الحجارة وعظنا لانفطر الجلمد , كم نصبنا لك شركاً وإلى | الآن لم نصطد . |
____________________