كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | وأوصى آدم بني هابيل ألا يناكحوا بني قابيل ، وشاعت المعاصي في أولاد قابيل ، | وهم الذين غرقوا في زمن نوح ، وانقرض جميع نسل بني آدم سوى نسل شيث ، وكان | شيث وصى آدم ، وأنزل الله عليه خمسين صحيفة . وأقام بمكة يحج ويعتمر ، وبنى الكعبة | بالحجارة والطين ، فلما احتضر أوصى إلى ابنه أنوش ، وأنوش أول من غرس النخل ، | وعاش تسعمائة سنة وخمس سنين ، وولد له قينان ، فأوصى إليه أنوش ، وولد | لقينان مهلاييل فأوصى إليه ، وولد لمهلابيل يرد فأوصى إليه ، وولد ليرد إدريس | عليه السلام . | | وفي زمن يرد عبدت الأصنام . | | وسبب ذلك ما أنبأنا به عبد الوهاب بن المبارك ، أبنأنا الحسين بن عبد الجبار ، | أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا محمد بن عمران المرزباني ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد | الجوهري ، حدثنا الحسن بن خليل القتيري ، حدثنا أبو الحسن علي بن الصباح ، أنبأنا | هشام بن محمد بن السائب ، قال أخبرني أبي ، عن أبي صالح ، عن أبن عباس رضي الله | عنهما ، قال : كان بنو شيث يأتون جسد آدم وهو في مغارة فيعظمونه ، فقال رجل | من بني قابيل : يا بني قابيل إن لبني شيث ذوارا يدورون حوله ويعظمونه وليس | لكم شئ ، فنحت لهم صنما . | | وأخبرني أبي قال : كان ودّ وسُواعَ ويغوث ويَعوق ونسر قوماً صالحين ، فماتوا | في شهر ، فجزع عليهم ذوو أقاربهم ، فقال رجل من بني قابيل : هل لكم يا قوم أن | أعمل لكم خمسة أصنام على صورهم ؟ [ قالوا : نعم . فنحت لهم خمسة أصنام عل | صورهم ] فكان الرجل يأتي أخاه وعمه وابن عمه ، فيعظمه ويسعى حوله حتى ذهب | ذلك القرن ، وجاء قرن آخر فعظموهم أشد من تعظيم القرن الأول ، ثم جاء القرن | الثالث ، فقالوا : ما عظّم أولونا هؤلاء إلا وهم يرجون شفاعتهم ، فعبدوهم وعظموا | أمرهم ، واشتد كفرهم ، فبعث الله عز وجل إليهم إدريس ، فدعاهم ، فلم يزل أمرهم |
____________________

الصفحة 35