كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | قال وهب : أصبحت الأصنام ليلة ولادة عيسى منكسة على رءوسها كلما ردوها | انقلبت , فحارت الشياطين وطاف إبليس الأرض ثم جاء فقال : رأيت مولودا فلم أستطع | أن أدنو إليه . | | قوله تعالى : ! 2 < فانتبذت به > 2 ! أي بالحمل ! 2 < مكانا قصيا > 2 ! أي بعيدا . قال ابن إسحاق : | مشت ستة أميال فرارا من قومها أن يعيروها بولادتها من غير زوج ! 2 < فأجاءها المخاض > 2 ! | [ المعنى : فجاء بها ] والمخاض وجع والولادة ! 2 < إلى جذع النخلة > 2 ! وهو ساق نخلة يابسة | في الصحراء ليس لها رأس ولا سعف . ! 2 < قالت يا ليتني مت قبل هذا > 2 ! اليوم وهذا الأمر , | قالته حياء من الناس ! 2 < وكنت نسيا منسيا > 2 ! أي ليتيني لم أكن شيئا . | | ! 2 < فناداها من تحتها > 2 ! وفيه قولان : أحدهما الملك . وكانت على نشز . والثاني : عيسى | لما ولدته . والسري : النهر الصغير . وكانت قد حزنت لجدب مكانها وخلوه عن ماء | أو طعام , فقيل لها قد أجرينا لك نهرا وأطلعنا لك رطبا , وفي ذلك آية تدل على قدرة | الله عز وجل في إيجاد عيسى . ! 2 < وهزي إليك بجذع النخلة > 2 ! الباء زائدة ! 2 < تساقط عليك رطبا جنيا > 2 ! وهو الطري المجتنى ! 2 < فكلي > 2 ! من الرطب ! 2 < واشربي > 2 ! من النهر ! 2 < وقري عينا > 2 ! بولادة عيسى . والصوم : الصمت . وإنما أمرت بالسكوت لأنها لم يكن لها | حجة عند الناس . | | وفي سنها يومئذ ثلاثة أقوال : أحدها : خمس عشرة سنة . قاله ابن عباس ووهب . | والثاني : اثنتي عشرة سنة . قاله زيد بن أسلم . والثالث : ثلاث عشرة [ سنة ] | قاله مقاتل . | | قال ابن عباس : فلما مضت عليه أربعون يوما وطهرت من نفاسها جاءت إلى | قومها بعيسى , فبكوا , وكانوا صالحين , وقالوا : ! 2 < يا مريم لقد جئت شيئا فريا > 2 ! أي | عظيما ! 2 < يا أخت هارون > 2 ! وفيه أربعة أقوال : أحدها : أنه أخ لها من أمها , كان أمثل |
____________________

الصفحة 354