كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | كان الحسن يقول : يا بن آدم بع عاجلتك بعاقبتك تربحهما جميعاً , ولا تبع عاقبتك | بعاجلتك فتخسرهما جميعاً , الثواء هنا قليل , وقد أسرع بخياركم فماذا تنتظرون ؟ المعاينة | فكأنها والله قد كانت , وإنما ينتظر بأولكم أن يلحق بآخركم . | | يا بن آدم دينك دينك , فإن سلم لك دينك سلم لك لحمك ودمك , وإن تكن | الأخرى فإنها نار لا تطفى ونفس لا تموت , إنك معروض على ربك ومرتهن بعملك , | فخذ مما في يديك لما بين يديك عند الموت يأتيك الخير , يا ابن آدم ترك الخطيئة أهون | من معالجة التوبة . يا ابن آدم لا تعلق قلبك بالدنيا فتعلقه بشر معلق , قطع حبالها وأغلق | عنك بابها , حسبك ما بلغك المحل . | | ( استغفر الله منيباً خاشعاً % واهجر لميس واجتنب ديارها ) % | | ( من زاره عاتي الصبا فإنما % زار من الأسد الجثوم دارها ) % | | ( وأفضل الأزر إزار عفة % إذا الرجال طرحت آزارها ) % | | ( من أبر النخل إبار محسن % أحمد في إرطابها آثارها ) % | | ( والعقل خير لا يخاف غشه % إذا الرجال اتهمت أخبارها ) % | | ( فأجبر النفس على التقوى ولا % تقل لم أستطع إجبارها ) % | الكلام على قوله تعالى | ! 2 < يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا > 2 ! | قرأ الجمهور : نصوحا بفتح النون . وقرأ أبو بكر عن عاصم بضمها . قال الزجاج : | من فتح فعلى صفة التوبة , والمعنى توبة بالغة في النصح . وفعول من أسماء الفاعلين التي | تستعمل للمبالغة في الوصف . يقال رجل صبور وشكور . ومن قرأ بالضم فمعناه | ينصحون بها نصوحاً يقال : نصحت له نصحا ونصاحة ونصوحاً . | | قال عمر بن الخطاب : التوبة النصوح أن يتوب العبد من الذنب وهو يحدث نفسه | أن لا يعود . |
____________________

الصفحة 359