كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| يشتد حتى أرسل الله تعالى نوحاً وجاء الطوفان . | | فأما قابيل فإنه عذب بعد قتله أخاه . | | فروى ابن جريج عن مجاهد قال : علِّقت إحدى رجلي القاتل بساقها إلى فخذها من | يومئذ إلى يوم القيامة ، ووجهه في الشمس حيثما دارت دارت عليه ، عليه في الصيف | حصيرة من نار وفي الشتاء حصيرة من ثلج . | | قال مجاهد : وقال عبد الله بن عمرو : إنا لنحدث أن ابن آدم القاتل يقاسم أهل | النار العذاب قسمة صحيحة , عليه شطر عذابهم . | | ويشهد لهذا القول ما أخبرنا به هبة الله بن محمد بسنده عن مسروق ، عن عبد الله | قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول | كفل من دمها ، لأنه كان أول من سن القتل ' . | | أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين . | | وروى أهل السير أن إبليس أتى قابيل فقال له : إنما تقبل قربان أخيك لأنه كان | يعبد النار . فبنى بيت نار وعبدها واتخذ أولاده المزامير والطبول والمعازف . | | وقوله تعالى : ' من أجل ذلك ' قال أبو الفتح النحوي : يقال فعلت ذلك من | أجلك بفتح الهمزة ، ومن إجلك بكسرها ، ومن إجلالك ، ومن جللك | ومن جراك . | | ومعنى كتبنا : فرضنا . ! 2 < أنه من قتل نفسا بغير نفس > 2 ! أي قتلها ظلما ولم | تقتل نفسا ، ' أو فساد في الأرض ' أي وبغير فساد تستحق به القتل ، ! 2 < فكأنما قتل الناس جميعا > 2 ! لأن الناس كلهم من شخص ، فيتصور من المقتول أن يأتي بمثل | ما أتى به آدم . ! 2 < ومن أحياها > 2 ! أي استنقذها من هلكة .
____________________

الصفحة 36