| | وسئل الحسن البصري عن التوبة النصوح فقال : ندم بالقلب , واستغفار باللسان , | وترك بالجوارح , وإضمار أن لا يعود . | | وقال ابن مسعود : التوبة النصوح تكفر كل سيئة . ثم قرأ هذه الآية . | | اعلم أن التائب الصادق كلما اشتد ندمه زاد مقته لنفسه على قبح زلته , فمنهم | من قوي مقته لها ورأى تعريضها [ للقتل ] مباحاً في بعض الأحوال فعرضها له , | كما فعل ماعز والغامدية . | | أخبرنا ابن عبد الواحد , أنبأنا الحسن بن علي , أخبرنا أحمد بن جعفر , حدثنا عبد الله | ابن أحمد , حدثني أبي , حدثنا أبو نعيم , حدثني بشير بن المهاجر , عن عبد الله بن بريدة , | عن أبيه قال : كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل يقال له ماعز | ابن مالك فقال : يا نبي الله إني قد زنيت وأنا أريد أن تطهرني فطهرني . فقال له النبي | صلى الله عليه وسلم : ارجع . فلما كان من الغد أتاه أيضاً فاعترف عنده بالزنا فقال له النبي | صلى الله عليه وسلم : ارجع . ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومه فسألهم عنه فقال : | ما تعلمون من ماعز بن مالك الأسلمي ؟ هل ترون به بأساً وما تنكرون من عقله | شيئاً ؟ قالوا : يا نبي الله ما نرى به بأساً ولا ننكر من عقله شيئاً . ثم عاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم | الثالثة فاعترف عنده بالزنا وقال : يا نبي الله طهرني . فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم | إلى قومه أيضاً فسألهم عنه فقالوا له كما قالوا في المرة الأولى : ما نرى به بأساً وما | ننكر من عقله شيئاً . ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرابعة فاعترف عنده بالزنا , فأمر | النبي صلى الله عليه وسلم فحفر له حفيرة فجعل فيها إلى صدره ثم أمر الناس أن يرجموه . | | قال بريدة : وكنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من غامد | فقالت : يا نبي الله , إني قد زنيت وإني أريد أن تطهرني . فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : | ارجعي . فلما كانت من الغد أتته أيضاً فاعترفت عنده بالزنا فقال لها : ارجعي . فلما أن كان |
____________________