كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| منك الأكفان , واحتوشك من بين الأهل والجيران , وأحذرك من الصيحة إذا جئت | الأمم لملك جبار . | | ثم طوى الكتاب وبعثه إليه , فوافاه وهو على مجلس سروره , فأذهله وأغصه | بريقه , فنهض من مجلسه وعاد إلى اجتهاده حتى مات . | | قال الذي وعظه : فرأيته في المنام بعد ثلاث فقلت : ما فعل الله بك ؟ فقال : | | ( الله عوضني ذو العرش جارية % حوراء تسقيني طورا وتهنيني ) % | | ( تقول لي اشرب بما قد كنت تأملني % وقر عيناً مع الولدان والعين ) % | | ( يا من تخلى عن الدنيا وأزعجه % عن الخطايا وعيد في الطواسين ) % | | يا ويح عزيمة نقضت بالهوى عهودها , ترقت في درجات العلا ثم انعكس صعودها ؛ | بينما ثمرها الجد يبس عودها , لقد سودت الصحائف في طلب ما لا تصادف , متى تذكر | المتالف , إلى كم وكم تخالف , كم طوى الدهر من طوائف , إنما يسلم في الشدة من هو | في الرجاء خائف , إلى متى تضيع الوقت الشريف , وتعرض عن الإنذار والتخويف , | وتبيع أفضل الأشياء بقدر طفيف , وتؤثر الفاني على الباقي وهذا الرأي السخيف , أين | لذة فرحك بعد ترحك , وأين سرور مرحك في مجترحك , إنما العمر أيام معدودة , | والسلامة عوار مردودة . | | ( وأي هوى أو أي لهو أصبته % على لذة إلا وأنت مفارقه ) % | | ( وترخي على السوء الستور وإنما % تقلب في علم الإله خلائقه ) % | | ( ألا أيها الباكي على الميت بعده % رويدك لا تعجل فإنك لاحقه ) % | | ( وما هذه الساعات إلا على الفتى % تغافصه طورا وطورا تسارقه ) % | | ( أرى صاحب الدنيا مقيما بجهله % على ثقة من صاحب لا يواثقه ) % |
____________________

الصفحة 373