كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | و أخبرنا أحمد بن عبد الباقي , أنبأنا أحمد بن أحمد , أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله , | أخبرنا محمد بن علي بن مسلم , حدثنا عثمان بن عمر الضبي , أخبرنا أبو عمر الضرير , | أخبرنا عدي بن الفضل , عن سعيد الجريري , عن أبي نضرة , عن أبي سعيد الخدري | عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله تعالى بنى جنات عدن بيده وبناها لبنة | من ذهب ولبنة من فضة , وجعل ملاطها المسك وترابها الزعفران وحصاها اللؤلؤ ثم | قال : تكلمي . فقالت : ! 2 < قد أفلح المؤمنون > 2 ! . | | وقال ابن قتيبة : أصل الفلاح : البقاء فالمفلحون الفائزون ببقاء الأبد . وقرأ | أبي بن كعب وعكرمة بضم الألف والمعنى اصبروا إلى الفلاح . | | لقد ربح القوم وأنت نائم , وخبت ورجعوا بالغنائم , أنت بالليل راقد وبالنهار , | هائم , وغاية ما تشتهي مشاركة البهائم , نظروا في عواقب الأمور فقبروا أنفسهم | قبل القبور , وخرجوا من ظلام الشبهة إلى أجلي نور , فما استفزهم فان ولا أذلهم غرور ، | عرضوا على النفوس ذكر العرض فاعترضها القلق ، وصوروا إحراق الصور فأحرقهم | الفرق , وتفكروا في نشر الصحائف فأزعجهم الأرق , وتذكروا محمدة المخاوف فسالت | الحدق , أطار خوف النار نومهم , وأطال ذكر العطش الأكبر صومهم , وهون | فكرهم في العتاب نصبهم , ونصبهم على الأقدام ذكر القيام وأنصبهم , أما الأجساد | فالخوف قد أنحلها , وأما العقول فالحذر قد أذهلها , وأما القلوب فالفكر قد شغلها , | وأما الدموع فالإشفاق قد أرسلها , وأما الأكف فقد كفت عما ليس لها , وأما الأعمال | فقد والله قبلها , حوانيتهم الخلوات وبضائعهم الصلوات , وأرباحهم الجنات , | وأزواجهم الحسنات . | | قوله تعالى : ! 2 < الذين هم في صلاتهم خاشعون > 2 ! . |
____________________

الصفحة 375