كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | فهكذا يقول المال فاحذروا . | | كان ملك الموت يأتي الناس في صورة البشر , فركب بعض الجبارين في جنده يوما | فلقيه ملك الموت فقال : من أنت ؟ قال : أنا ملك الموت . فقال : دعني آتي أرضي التي | خرجت إليها ثم أرجع من موكبي . فقال : لا والله لا ترى أرضك أبدا ولا ترجع من | موكبك أبدا . قال : فدعني أرجع إلى أهلي . فقال : لا والله لا ترى أهلك أبدا . | فقبض روحه . | | وبينا رجل ينظر في أصناف ماله طلع ملك الموت فقال : والذي خولك ما ترى ما أنا | بخارج من منزلك حتى أفرق بين روحك وبدنك . قال : فالمهلة حتى أفرقه . قال : | هيهات ! انقطعت عنك المهلة . | | ولاح ملك الموت لرجل فقال لأهله : ايتوني بصحيفة . فقال ملك الموت : الأمر | أعجل من ذلك . فقبض روحه قبل أن يؤتى بالصحيفة . | | إخواني : استدركوا قبل الفوت وانتهوا قبل الموت , وأصيخوا فقد أسمع الصوت . | سجع على قوله تعالى | ! 2 < ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها > 2 ! | واعجباً لنفسٍ الموتُ موئلها والقبر منزلها واللحد مدخلها ثم يسوء عملها ! 2 < ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها > 2 ! . | | كم قاطع زمانه بالتسويف , بائع دينه بالحبة والرغيف , مشتر للويل بتطفيف | الطفيف , يتمنى العود إذا رأت نفسه ما يذهلها ! 2 < ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها > 2 ! . | | كم مشغول بالقصور يعمرها , لا يفكر في القبور ولا يذكرها , يبيت الليالي في فكر | الدنيا ويسهرها , يجمع الأموال إلى الأموال يثمرها , وقع في أشراك المنايا وهو لا يبصرها , |
____________________

الصفحة 412