| | وجوه أذعنت إذ عنت ولذت , وجوه ألفت السجود فما ملت , وجوه توجهت | إلينا وعن غيرنا تولت , زالت عنها فترة الهجر وتجلت , فحلت غانمة . | | سهرهم إلى الصباح قد أثر في الوجوه الصباح , واقتناعهم بالخبز القفار والماء القراح , | قد عمل في الأجسام والأشباح , وخوفهم من اجتراح الجناح قد صيرهم كمقصوص الجناح , | وعلى الحقيقة فكل الأرواح من الخوف هائمة . | | تجري دموعهم في الخدود كالمياه في الأخدود , وتعمل نار الحذر في الكبود | فيتمنون عدم الوجود , فهم بين الركوع والسجود ونصب الأقدام القائمة . | | يتفكرون في السابقة , ويحذرون من اللاحقة وكأنهم يتقون صاعقة , أو كأن السيوف | على أعناقهم بارقة , يا شدة قلقهم من الخاتمة ! 2 < وجوه يومئذ ناعمة > 2 ! . | | قال المفسرون : معنى قوله تعالى : ! 2 < ناعمة > 2 ! أي في نعمة وكرامة لسعيها في الدنيا | ! 2 < راضية > 2 ! المعنى أنها رضيت ثواب عملها ! 2 < في جنة عالية > 2 ! المنازل ! 2 < لا تسمع فيها لاغية > 2 ! | أي كلمة لغو . | | قوله تعالى : ! 2 < فيها عين جارية > 2 ! . | | طالما أطالوا البكاء في الليل , تجري دموعهم جري السيل , وتستبق في صحراء الخدود | كالخيل , وإنما يكال للعبد على قدر الكيل , فإذا دخلوا الجنة فلكل عين جارية | ! 2 < فيها عين جارية > 2 ! . | | جن الليل وهم قيام , وجاء النهار وهم صيام , وتورعوا قبل الكلام , وسلموا على | الدنيا لدار السلام , فالبطون جائعة والأجساد عارية . | | ائتزروا بمئزر القنوع , وارتدوا برداء الخشوع , واستلذوا بشراب الدموع , | ولولا صحو السهر والجوع ما بان عند الجبل هلال ' يا سارية ' . |
____________________