كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| المجلس الثلاثون | في فضائل عثمان بن عفان | | الحمد لله الذي لم يزل قديما دائماً , وخبيرا بالأسرار عالما , قرب من شاء فجعله صائما | قائما , وطرد من شاء فصار في بيداء الضلال هائما , يفعل ما يريد وإن يأبى العبد راغما , | ويقبل توبة التائب إذا أمسى نادما , أحمده حمدا من التقصير سالما , وأصلي على رسوله | محمد الذي سافر إلى قاب قوسين ثم عاد غانما , وعلى صاحبه أبي بكر الذي لم يزل رفيقا | ملائما , وعلى عمر الذي يعبد ربه مسرا كاتما , وعلى عثمان الذي قتل مظلوما ولم يكن | ظالما , وفيه أنزل : ^ ( أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائما ) ^ وعلى علي الذي كان | في العلوم بحرا وفي الحروب صارما , وعلى عمه العباس الذي لم يزل حول نصرته حائما . | | اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واجعل ذكر الآخرة لقلوبنا ملازما , ووفقنا للتوبة | توفيقا جازما , وذكرنا رحيلنا قبل أن نرى الموت هاجما , واقبل صالحنا واغفر | لمن كان آثما . | | أخبرنا هبة الله بن أحمد الحريري , أخبرنا أبو طالب العشاري , أنبأنا ابن سمعون , | حدثنا محمد بن يونس المطرز , حدثنا يعقوب بن إسحاق المكتب , حدثنا يحيى بن سليمان | المحاربي , حدثنا مسعر بن كدام , عن عطية , عن ابن سعيد الخدري رضي الله عنه , | قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل رافعا يديه يدعو لعثمان بن عفان | يقول : اللهم عثمان رضيت عنه فارض عنه . إلى أن طلع الفجر . | | اعلم أن عثمان رضي الله عنه ممن تقدم إسلامه قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم | دار الأرقم , فلما أسلم أخذه عمه الحكم بن أبي العاص فأوثقه رباطا فلما رأى | صلابته في دينه تركه . وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين , ومعه فيها رقية بنت رسول الله | صلى الله عليه وسلم . |
____________________

الصفحة 428