| من غفل ونام , وما على المنذر قبل الأخذ ملام , أما علمتم أن هذه الدنيا غدارة , أما | برد لذتها ينقلب حرارة , أما ربحها على التحقيق خسارة , أما ينقص الدين كلما ازدادت | عمارة , لا تغرنكم فكم قد غرت سيارة , أما قتلت أحبابها وإليك الإشارة , إذا قال | حبيبها : إنها لي ومعي . قتلته وقالت اسمعي يا جاره , بينا نورها قد لاح وسنح ومحبها | في بحرها قد سبح , يسعى في جمعها على أقدام المرح , كلما جاء بابا من أبوابها فتح , | وكلما عانى أمرا من أمورها صلح , وكلما لاحت له رياض غياضها مرح , فبينا هو في لذاته | يدير القدح , قدح زناد الغم في حراق الفرح , فمن يستدرك ما فات ومن يداوي ما جرح , | ما نفعه أن نزح الجفن دمعه إذا نزح . | | لو رأيته وقت التلف شاخصا , وفي سكرات الأسف غائصا , وقد عاد ظل الأمل | قالصا , ولون السرور حائلا ناقصا , ولاح صائد المنون لطريدته قانصا , يتمنى وقد فات | الوقت , وينظر إلى نفسه بعين المقت , ويصيح إلى نصيحه : قد صدقت , أمَّل فخانه | الأمل , وندم على الزاد لما رحل , فلو حمل جبلا ما حمل . | | ( تمنت أحاليب الرعاء وخيمة % بنجد فلم يقدر لها ما تمنت ) % | | ( إذا ذكرت نجداً وطيب ترابه % وبرد حصاه آخر الليل حنت ) % | | رب يوم معدود ليس في العدد , رحل الإخوان ومروا على جدد , هذه ديارهم | سلوها ما بقي أحد , مضت والله الخيل بفرسانها , وتهدمت الحصون على سكانها , | وخلت ديار القوم من قطانها فجز عليها واعتبر بشأنها . | | ( يا خليلي أسعداني على الوجد % فقد يسعد الحميم الحميم ) % | | ( وقفا بي على الديار فعندي % مقعد من سؤالها ومقيم ) % |
____________________