| | تنبه لنفسك أيها المظلوم , تيقظ من رقداتك فإلى كم نوم , حصل شيئا ترضي به | الخصوم , قتلك هم الدنيا فبئس الهموم , أتلعب بالأبتر ولم تشرب درياق السموم , | قد بقي القليل فبادر تحصيل المروم , هذا هاجم الموت قد تهيأ للهجوم . | | ( يا فتى الهم مع كبره % وقليل الحظ من عمره ) % | | ( كن مع الدنيا على حذر % فأمان المرء في حذره ) % | | ( واتخذ زادا لمنتظر شأنه % إزعاج منتظره ) % | | أتجتلي من الهوى كل يوم عروسا , وتدير في مجالس الغفلة كؤوسا , وتملأ بالأموال | كيسا كبيسا , وتنسى يوما شديدا عبوسا , كم تلقى فيه هولا وكم ترى بوسا تخشع فيه | الأبصار وقد كانت شوسا , وينزعج لزلازله إبراهيم وموسى , والخلائق للفزع قد | نكسوا رؤوسا , وجاءوا عراة لا يملكون ملبوسا , وصار كل لسان منطلق محبوسا , | يا من تصير غدا في التراب مرموسا , يا من لا يجد في لحده غير عمله أنيسا , يا من سيعود | عوده بعد التثني يبيسا , يا مؤثرا رذيلا ومضيعا نفيسا , من لك إذا أوقد الموت في الدار | وطيسا , وأخلى ربعا قد كان يجمعك مأنوسا , فالبدار البدار لقد رحل لك عيسا , وتب | فالتوبة تطرد الشيطان وما يلبث الدجال مع عيسى . | | ( أفق وابك حانت كبرة ومشيب % أما للتقى والحق فيك نصيب ) % | | ( أيا من له في باطن الأرض منزل % أتأنس بالدنيا وأنت غريب ) % | | ( وما الدهر إلا مر يوم وليلة % وما الموت إلا نازل وقريب ) % |
____________________