كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| وصالهم , ودموعهم تجري كالديم كلما ذكروا زلة قدم , يرعون العهد والذمم , | يحذرون نارا تعيد الجسم كالحمم , يخافون حرها ومن له بتحلة القسم , الليل قد | سجى والدمع قد سجم , يراوحون بين الجبهة والقدم , كم بينك وبينهم عند النقد تبين | القيم , تالله ما جعل من نام مثل من لم ينم , جاعوا من طعام الهوى وآذاك التخم , | يا قبيح العزائم يا سيىء الهمم , يا مرذول الصفات يا رديء الشيم , كأنك بك تتمنى إذا | حشرت العدم , نثرت عطايا الأسحار فبسط القوم حجور الآمال كاتبوا بالدموع | فجاءهم ألطف جواب , اجتمعت أحزان السر على القلب فأوقد حوله الأسف , وكان | الدمع صاحب الخبر فنم . | | كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كثير البكاء , فما زال يبكي حتى بكى الدم . | تغريب لون المداد يعجب القارىء ! | | ( هذا كتابي إليكم فيه معذرتي % ينيبكم اليوم عن سقمي وعن ألمي ) % | | ( أجللت ذكركم عن أن يدنسه % لون المداد فقد سطرته بدمي ) % | | ( ولو قدرت على جفني لأجعله % طرسي وأبري عظامي موضع القلب ) % | | ( لكان هذا قليلا في محبتكم % وما وجدت له والله من ألم ) % | | تالله ما نال الكرامة إلا من قال للكرى : مه . إن أردت لحاقهم فطلق الهوى | طلاق البتات , أخل بنفسك في بيت الفكر وخاطبها بلسان النصح , واعزم على | الوفاق من غير تردد , قف على باب الصبر ساعة وقد ركب على قفل العسر | مفتاح النجاح . | | فأما الحسنى فهي الجنة . والزيادة : النظر إلى الله عز وجل . |
____________________

الصفحة 437