كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| المحرمات , واللسان محبوس في سجن الصمت عن الهلكات , والكف قد كفت | بالخوف عن الشهوات , والقدم قد قيدت بقيد المحاسبات , والليل لديهم يجأرون | فيه بالأصوات , فإذا جاء النهار قطعوه بمقاطعة اللذات , فكم من شهوة ما بلغوها | حتى الممات , فتيقظ للحاقهم من هذه الرقدات , ولا تطمعن في الخلاص مع عدم | الإخلاص في الطاعات , ولا تؤملن النجاة وأنت مقيم على الموبقات ! 2 < أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات > 2 ! . | | ( عجباً لأمنك والحياة قصيرة % وبفقد إلف لا تزال تروّع ) % | | ( أفقد رضيت بأن تعلل بالمنى % وإلى المنية كل يوم تدفع ) % | | ( لا تخدعنك بعد طول تجارب % دنيا تغر بوصلها وستقطع ) % | | ( أحلام نوم أو كظل زائل % إن اللبيب بمثلها لا يخدع ) % | | ( وتزودن ليوم فقرك دائبا % ألغير نفسك لا أبالك تجمع ) % | | لما علم الصالحون قصر العمر , وحثهم حادي ' وسارعوا ' طووا مراحل الليل | مع النهار انتهاباً للأوقات . | | كان في مسجد أبي مسلم الخولاني سوط يخوف به نفسه , فإذا فتر ضربها بالسوط . | | وكان مصلى وهب بن منبه فراشه أربعين سنة , وبقي أربعين سنة يصلي | الفجر بوضوء العشاء ! | | وكان أويس القرني يقول : لأعبدن الله تعالى عبادة الملائكة . فيقطع ليلة قائماً | وليلة راكعاً وليلة ساجداً . | | وكان علي بن عبد الله بن العباس يسجد كل يوم ألف سجدة , فسمي السجاد . | | وكان كرز بن وبرة يعصب رجليه بالخرق لكثرة صلاته , فازدحم الناس على جسر , |
____________________

الصفحة 44