كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | فأعطى جميع ما في بيت المال المسلمين وهو يقول : يا صفراء يا بيضاء غرّي غيري . | حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم ثم أمر بنضحه وصلى فيه ركعتين . | | أخبرنا محمد بن عبد الباقي , أنبأنا الجوهري , أنبأنا ابن حيوية , حدثنا أحمد | ابن معروف , حدثنا الحسين بن الفهم , حدثنا محمد بن سعد , أنبأنا الفضل بن دكين , | حدثنا الحر بن جرموز , عن أبيه , قال : رأيت علياً وعليه قطريتان إزار إلى نصف | الساق ورداء مشمر , ومعه درة له يمشي بها في الأسواق يأمرهم بتقوى الله وحسن البيع | ويقول : أوفوا الكيل والميزان . | | أخبرنا أبو بكر بن حبيب الصوفي , أنبأنا أبو سعيد بن أبي صادق الحبيري , حدثنا | أبو عبد الله بن باكوية الشيرازي , حدثنا عبد الله بن فهد بن إبراهيم الساجي , حدثنا | محمد بن زكريا , حدثنا العباس بن بكار , حدثنا عبد الواحد بن أبي عمرو الأسيدي , | عن الكلبي , عن أبي صالح قال : قال معاوية بن أبي سفيان لضرار بن حمزة : صف لي | علياً فقال : أو تعفني . قال : بل تصفه . فقال : أو تعفني . قال : لا أعفيك . فقال : | أما أن لا بد فإنه كان بعيد المدى شديد القوى , يقول فصلا ويحكم عدلاً , يتفجر العلم | من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه , يستوحش من الدنيا وزهرتها , ويستأنس بالليل | وظلمته , كان والله غزير الدمعة طويل الفكرة , يقلب كفه ويخاطب نفسه , يعجبه من | اللباس ما خشن ومن الطعام ما جشب , كان والله كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ويبتدئنا | إذا أتيناه , ويأتينا إذا دعوناه , ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة | [ له ] ولا نبتديه تعظمة , فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم , يعظم أهل الدين ويحب | المساكين , لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله , فأشهد بالله لرأيته | في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سجوفه وغارت نجومه , وقد مثل في محرابه قابضاً | على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين وكأني أسمعه وهو يقول : يا دنيا |
____________________

الصفحة 444