كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| فنزل يصلي لئلا يبطل . | | ودخلوا على زجلة العابدة , وكانت قد صامت حتى اسودت , وبكت حتى عميت , | وصلت حتى أقعدت , فذاكروها شيئاً من العفو , فشهقت ثم قالت : علمي بنفسي | قرح فؤادي وكلم كبدي , والله لوددت أن الله تعالى لم يخلقني . فقيل [ لها ] : | ارفقي بنفسك . فقالت : إنما هي أيام [ قلائل ] تسرع ، من فاته شيء اليوم | لم يدركه غداً . ثم قالت : يا إخوتاه لأصلين لله ما أقلتني جوارحي , ولأصومن له أيام | حياتي , ولأبكين ما حملت الماء عيناي , أيكم يحب أن يأمر عبده بأمر فيقصر ! | | فهذه والله صفات المجتهدين , وهذه خصال المبادرين , فانتبهوا يا غافلين . | | ( دارك فما عمرك بالواني % ولا تثق بالعمر الفاني ) % | | ( يأتي لك اليوم بما تشتهي % فيه ولا يأتي لك الثاني ) % | | ( ويأمل الباني بقاء الذي % يبني وقد يختلس الباني ) % | | ( تصبح في شأن بما تقتني % الآمال والأيام في شان ) % | | ( فانظر بعين الحق مستبصرا % إن كنت ذا عقل وعرفان ) % | | ( هل نال من جمع أمواله % يوما سوى قبر وأكفان ) % | | ( أليس كسرى بعدما ناله % زحزح عن قصر وإيوان ) % | | ( [ وعاد في حفرته خاليا % بتربة يبلى وديدان ] ) % | | ( كم تلعب الدنيا بأبنائها % تلاعب الخمر بنشوان ) % | | ( والناس في صحبتها ضحكة % قد رفضوا الباقي بالفاني ) % | | ( وهم نيام عن ملماتها % تبصرهم في زي يقظان ) % |
____________________

الصفحة 45