كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | قالت : وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ، ثم بكيت ليلتي المقبلة | لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ، وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي . | | قالت : فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت | لها فجلست تبكي معي ، فبينا نحن على ذلك إذ دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم | فسلم ثم جلس . قالت : ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل وقد لبث شهرا لا يوحى إليه | في شأني شيء ، قالت : فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال : | أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله عز وجل ، | وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب | تاب الله عليه . قالت : فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس | منه قطرة ، فقلت لأبي : أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : والله ما أدري | ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ | كثيرا من القرآن : إني والله قد عرفت أنكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في أنفسكم | وصدقتم به ، ولئن قلت لكم إني برئية لا تصدقوني بذلك ، ولئن اعترفت لكم بأمر | والله عز وجل يعلم أني بريئة تصدقوني ، فإني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا كما قال | أبو يوسف : ! 2 < فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون > 2 ! . قالت : ثم تحولت | فاضجعت على فراشي . | | قالت : وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة ، وأن الله عز وجل مبرئي ببراءتي ، ولكن | والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى ، ولشأني كان أحقر في نفسي من أن | يتكلم الله عز وجل في بأمر يتلى ، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله | صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله عز وجل بها . | | قالت : فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج من أهل البيت | أحد حتى أنزل الله عز وجل على نبيه ، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي |
____________________

الصفحة 467