كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | قال الله تعالى : ! 2 < محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار > 2 ! قال ابن | عباس : شهد له بالرسالة . وقوله ! 2 < والذين معه > 2 ! يعني أصحابه ! 2 < أشداء > 2 ! وهو جمع شديد . | والرحماء جمع رحيم . والمعنى أنهم يغلظون على الكفار ويتوادون بينهم ! 2 < تراهم ركعا سجدا > 2 ! يصف كثرة صلاتهم ! 2 < يبتغون فضلا من الله > 2 ! وهو الجنة ! 2 < ورضوانا > 2 ! وهو | رضا الله عنهم . | | ! 2 < سيماهم > 2 ! أي علامتهم ! 2 < في وجوههم > 2 ! وهل هذه العلامة في الدنيا أو في الآخرة ؟ | فيه قولان : أحدهما : في الدنيا . ثم فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنها السمت الحسن رواه | ابن أبي طلحة عن ابن عباس . وقال مجاهد : هو الخشوع والوقار والتواضع . والثاني : | أنه ندي الطهور وثري الأرض . قاله سعيد بن جبير . وقال أبو العالية : لأنهم يسجدون | على التراب . والثالث : أنه السهوم وهو اصفرار الوجه من أثر السهر . وهو مذهب | الحسن وعكرمة . | | القول الثاني : أنها في الآخرة . ثم فيها قولان : أحدهما : أن موضع السجود من | وجوههم يكون أشد وجوههم بياضا يوم القيامة . قاله عطية العوفي . وروى عن | ابن عباس أنه قال : صلاتهم تبدو في وجوههم يوم القيامة . | | والثاني : أنهم يبعثون غرا محجلين من أثر الوضوء . قاله الزجاج ويدل عليه ما روى | مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : | ' أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء ؛ فمن استطاع منكم فليطل | غرته وتحجيله ' . | | قوله تعالى : ! 2 < ذلك مثلهم في التوراة > 2 ! أي صفتهم . والمعنى : أن صفة محمد وأصحابه | في التوراة هكذا . | | فأما قوله : ! 2 < ومثلهم في الإنجيل > 2 ! ففيه ثلاثة أقوال : أحدها : أن هذا المثل المذكور |
____________________

الصفحة 475