كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| ! 2 < ليغيظ بهم الكفار > 2 ! قال : يقول عمر لأهل مكة : لا يعبد الله عز وجل بعد يومنا | هذا سرا . | | قال مالك بن أنس : من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم | فقد أصابته هذه الآية . | | واعلم أن فضائل الصحابة على جميع صحابة الأنبياء ظاهرة وكان لسبقهم سببان : | | أحدهما : خلوص البواطن من الشك بقوة اليقين . وإلى هذا أشار رسول الله | صلى الله عليه وسلم : ' ما سبقكم أبو بكر بكثير صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر | في صدره ' . | | والثاني : بذل النفوس للمجاهدة والاجتهاد . | | وقد علم ما جرى لموسى مع أصحابه وعلم صبر صحابتنا . | | ولما استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم بدر قال المقداد : والله | لو ضربت بطونها حتى تبلغ برك الغماد لتابعناك ، ولا نقول كما قال قوم موسى : | ! 2 < اذهب أنت وربك فقاتلا > 2 ! . | | وكان أبو طلحة يوم أحد يقول : نحري دون نحرك . وقتل يومئذ زوج امرأة | وأبوها وابنها وأخوها فقالت : يا رسول الله لا أبالي إذ سلمت من عطب ! | | قال ابن مسعود : إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد ، | فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه | خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وسلم . | | وقال ابن عمر : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة ، أبرها | قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه ونقل دينه . | | قال أبو زرعة : شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع أربعون ألفا |
____________________

الصفحة 477