كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| ويفسح له في قبره مد بصره ، ويؤتى بقنديل من الجنة فيستضيء بنوره إلى يوم القيامة . | | وقف بعض الحكماء على المقابر فقال : يا أهل القبور ، أصبحتم نادمين على ما خلفتم | في البيوت ، وأصبحنا نقتتل على ما ندمتم عليه ، فما أعجبنا وأعجبكم ! | | ( يا أيها الواقف بالقبور % بين أناس غيب حضور ) % | | ( قد أسكنوا في خرب مغمور % بين الثرى وجندل الصخور ) % | | ( ينتظرون صيحة النشور % لا تك عن حظك في غرور ) % | | قال بعض الصالحين : صليت ركعتين في الليل ثم وضعت رأسي على قبر ثم نمت ، | فإذا صاحب القبر يقول : لقد آذيتني منذ الليلة ، إنكم تعلمون ولا تعملون ، ونحن نعلم | ولا نعمل ولا نقدر على العمل ، إن الركعتين اللتين ركعتهما خير من الدنيا وما فيها . | ثم قال : جزى الله أهل الدنيا عنا خيرا أقرئهم منا السلام فإنه يدخل علينا من دعائهم | نور أمثال الجبال . | | كان الربيع بن أبي راشد يخرج إلى الجبان فيقيم طول النهار ويرجع مكتئبا فيقول له | إخوانه وأهله : أين كنت ؟ فيقول : كنت في المقابر ، نظرت إلى قوم قد منعوا | ما نحن فيه . | | ( طالما صعروا الخدود وهزوا % الأرض في يوم محفل وركوب ) % | | ( ثم أمسوا وفد القبور سكان أطباق % الثرى تحت جندل منصوب ) % | | ( كم كريم منهم يرى الوعد بخلا % مستقل لكثرة الموهوب ) % | | ( رد عني غرب الملام خليلي % إن نفسي صارت على حسيبي ) % | | ( وتنحيت عن طريق اللاهي % والملاهي وقلت للنفس توبي ) % |
____________________

الصفحة 481