كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | لله در أقوام أخصلوا الأعمال وحققوها ، وقيدوا شهواتهم بالخوف وأوثقوها ، | وسابقوا الساعات بالطاعات فسبقوها ، وخلصوا أعمالهم من أشراك الرياء وأطلقوها ، | وقهروا بالرياضة أغراض النفوس الردية فمحقوها ، فعن إبعاد مثلهم وقع نهي النبي | ! 2 < ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي > 2 ! . | | صعدت صحائفهم من الأكدار ضافية ، وارتفعت أعمالهم بالإخلاص ضافية ، | وأصبحت نفوسهم عن الدنيا متجافية ، والناس في أخلاط والقوم في عافية ، ففاق المولى | منهم على الرئيس القرشي ! 2 < ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي > 2 ! . | | دموعهم بالأحداق محدقة ، ورءوسهم في الأسحار مطرقة ، وأكفهم بما تسكبه | في الخير منفقة ، ونفوسهم بعد الجد من اللوم مشفقة ، يردون من حياض المصافاة | على أوفى الري ! 2 < يدعون ربهم بالغداة والعشي > 2 ! . خلصوا الأعمال من الأكدار نفلا | وفرضا ، واجتهدوا في طاعة مولاهم ليرضى ، وحضوا أنفسهم لطلب الحظ الأحظ حضا ، | وغضوا أبصارهم عن غض الشهوات غضا ، فإذا أبصرتهم رأيت أجسادا مرضى | وعيونا قد ألفت السهر فما تكاد تطعم غمضا ، بادروا أعمارهم لعلمهم أنها ساعات تتقضى ، | فأمدهم بالعون السرمدي ! 2 < يدعون ربهم بالغداة والعشي > 2 ! . | | ابتلاهم فرضوا وصبروا ، وأنعم عليهم فاعترفوا وشكروا ، وجاءوا بكل | ما يرضى ثم اعتذروا ، وجاهدوا العدو فما انقشعت الحرب حتى ظفروا ، فنالوا غاية | الإمكان في المكان العلي ! 2 < يدعون ربهم بالغداة والعشي > 2 ! . | | ( لله در أناس أخلصوا العملا % على اليقين ودانو بالذي أمروا ) % | | ( أولاهم نعما فازداد شكرهم % ثم ابتلاهم فأرضوه بما صبروا ) % | | ( وفوا له ثم وافوه بما عملوا % إذا سيوفيهم يوما إذا نشروا ) % |
____________________

الصفحة 484