كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| ابن أبي طالب حين قتل دعا الناس : يا عبد الله بن رواحة . وهو في جانب العسكر | ومعه ضلع جمل ينهشه ، ولم يكن ذاق طعاما قبل ذلك بثلاث . فرمى بالضلع ثم قال : | وأنت مع الدنيا ! ثم تقدم فقاتل فأصيب إصبعه فارتجز : | | ( هل أنت إلا إصبع دميت % وفي سبيل الله ما لقيت ) % | | ( يا نفس إلا تقتلي تموتي % هذا حياض الموت قد صليت ) % | | ( وما تمنيت فقد لقيت % إن تفعلي فعلهما هديت ) % | | ( وإن تأخرت فقد شقيت % ) % | | ثم قال يا نفس إلى أي شيء تتوقين ؟ إلى فلانة ؟ فهي طالق ثلاثا . وإلى فلان وفلان ، | غلمان له ، [ فهم أحرار ] وإلى معجف حائط له ، فهو لله ولرسوله : | | ( يا نفس مالك تكرهين الجنة % طائعة أو لتكرهنه ) % | | ( قد طال ما قد كنت مطمئنة % هل أنت إلا نطفة في شنة ) % | | ( قد أجلب الناس وشدوا الرنة % ) % | | لله در أقوام تعبوا فأريحوا ، وزهدوا فأبيحوا ، جليت أبصارهم فشاهدوا ، وأعطوا | سلاح المعونة فجاهدوا ، وتأملوا الدنيا وسبروها ، وعرفوا حالها وخبروها ، فصدت | نفوسهم ، ما صدها ما كانت تعبد وأقبلت على قبلة الاعتذار في مناجاة ' ظلمت نفسي ' | فضربت بالدنيا وجه عشاقها ، وشمرت في سوق الجد عن ساقها ، ونقضت لتصحيح عملها | مخدع الخديعة ، ونفضت يد أملها من سراب بقيعة ، فحدت ركائب سيرها في إدلاج | سراها ، وزادها نشاطا حادي الهمة لما حداها ، فسبقت إلى الخلال الكرائم ووصلت | إلى الإفضال وأنت نائم . |
____________________

الصفحة 486